عكس المعرض الفني لمقرر الطباعة الذي حمل عنوان "أثر" لطالبات الماجستير ممثلا في قسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة الملك سعود؛ من خلاله مخرجاتي الفنية مع زميلاتي في هذه الرحلة الشيقة مع أستاذة المقرر الرائعة الدكتورة نورة شقير، التي قادتنا في هذه التجربة الممتعة، وأنارت مداركنا ومهدت الصعاب لنقصل تجربتنا، وكانت العون بعد الله لنا لنحلق في سماء الإبداع من خلال تقنيات الطباعة المتنوعة، حيث عكس هذا المعرض تجربتنا في مقرر الطباعة، بقيادة أستاذتنا الغالية، والتي كان لها الأثر العظيم في إثراء وتطوير مهاراتنا ومعرفتنا، وذلك ابتداء بقوالب اللينو عن طريق الطباعة البارزة Relief printing، مرورا بالطباعة من قوالب الخشب، ثم Monotype، وأخيرا الطباعة الغائرة Intaglio printing بتقنية Drypoint لتكون هذه التقنية هي المحطة الأخيرة في هذه الرحلة، والتي كان عنوانها العزيمة والإصرار؛ لما تحمله تلك التقنيات العديد من التفاصيل العملية والتقنية الدقيقة والتي من الممكن عند تجاهل أبسطها أن تكون النتيجة غير مرضية وأحيانا تصيبنا بالخيبة، ولكن مع الصبر والمثابرة والروح والطاقة العالية في كل مرة تقبل علينا فيها الدكتورة نورة، تشحذ همتنا من جديد لنعطي أكثر، فالعطاء في هذا المقرر امتزج بروح التعاون والألفة والثبات والأمل، فكان الأثر واضحا جليا في مخرجاته، حيث تبلورت الأفكار، وتجسدت في معاني مختلفة، تتمثل في رؤى وتصورات فلسفية فنية عميقة، وذلك عندما يتقد الفكر وتمتزج الميول مع الفنون ومختلف العلوم، فهنا يكون عنوان آخر لمعنى الابتكار، فتجربتي في هذا المقرر تبلورت من خلال عدد من الأسئلة العميقة عن الاهتمامات والميول والأفكار، ومن هنا كانت البداية. الفكرة وأبعادها حيث بدأت الفكرة بناء على نص قمت بكتابته، يتحدث عن طبيعتي كامرأة. النص "أكره الخوف الذي يسكنني من القادم على الرغم من تفاؤلي الدائم، أكره هذا التناقض المريب، ومرارة الشعور عندما يتملكني الحزن وتلك السوداوية التي تعتري مخيلتي مما قد يكون وما هو كائن، وعندما تنهمر دموعي على أتفه الأمور، وعندما ألقي بغضبي على طبيعتي الأنثوية المتقلبة المعقدة، نعم أنا امرأة شجاعة ولكني لا أخاف بل أخشى من تفاؤلي الزائد الزائف أحيانا، وتلك القوة المتصنعة، لأظهر بتلك الابتسامة القانعة، أعترف بالضعف أمام نفسي عندما أتساءل عن سبب ذلك الخوف ولا أجد سوى تلك الإجابات المليئة بالغموض المبهمة لتساؤلاتي اليائسة، التي تشبعت بظلام أفكاري البائسة، ولم أنسَ أنني دائما ما أختبئ خلف ضحكاتي الصاخبة لأداري بها أنفاسي الخائفة، نعم لا أشعر بالخجل من كوني ضعيفة أحيانًا لأنني أعلم يقينا أنني عبرت الظلمات مرارا ولكني اكتفيت بذلك القدر الهائل من المعارك الخاسرة الرابحة، أما آن الأوان لأعبر ما تبقى بنور السلام؟ لماذا لا أشعر أخيراً بالطمأنينة والأمان؟ لأرمم روحي الممزقة؛ لكن السؤال هل أنا فعلًا خائفة؟". من هذا النص تم ربط بعض المتغيرات لأهم الخصائص التي تشترك بها النساء، كالتركيز على متلازمة ما قبل الحيض وانقطاعه، لما له من سمات وخصائص عديدة نفسية عاطفية معنوية، فكرية، إدراكية، جسدية، سلوكية وغيرها من السمات التي تشترك بها النساء في العالم بشكل نسبي، وتؤثر على طريقة وجودة حياتهن، وبعد ذلك تم توظيف تلك المتغيرات لاستلهام تصاميم مبتكرة والتي كونت مجموعتي من الأعمال الفنية بعنوان "طبيعة أنثوية". الجدير بالذكر أن لكل منا رؤيتها الفنية الفلسفية العميقة في مجال مختلف، فكان المعرض "أثر" متنوعا وثريا بالموضوعات الشيقة، كالتراث، الآثار، معالم المملكة، أعماق البحار، العطاء والسلام، الحرب، الفقد، الغربة وغيرها حيث شكل المعرض أحد عشر نمطا مختلفا من الأعمال المتنوعة التي لاقت الاستحسان والثناء. * طالبة ماجستير- قسم تربية فنية جامعة الملك سعود جانب من المعرض