مع أواخر العام الأول من عمر الطفل وأوائل عامه الثاني يبدأ الطفل بالحركة زحفاً أو مشياً ويبدأ بالخروج من سريره أو عربته لاستكشاف ما يحيط به، ولا بد للأم أن تقوم ببعض الترتيبات بالمنزل استعداداً لتجوال طفلها ووقاية له من الأخطار المحتملة. لا مانع من السماح للطفل الصغير من تفحص والعبث بالأشياء الموجودة بغرف المنزل ما لم تكن خطرة أو مؤذية أو ثمينة أو مهمة لنا، ويجب إبعاد الأواني القابلة للكسر مثل الزهريات والفازات إلى مكان لا تصل إليه يد الطفل، كما ونرفع الكتب والأشياء المهمة من مكانها في الرفوف المنخفضة إلى العليا ونضع مكانها مجلات قديمة، ويمكن حشر الكتب بجوار بعضها بحيث يصعب استخراجها وفي المطبخ نضع الأواني المعدنية في الرفوف الدنيا أما القابلة للكسر والأطعمة ففي مكان يصعب عليه الوصول إليه. لا نستطيع تجنيب الطفل كل الحوادث، وإذا بالغت الأم بتجنيب طفلها الحوادث فقد ينشأ عن ذلك أن يصبح هياباً وغير معتمد على نفسه فيما يلي بعض الملحوظات والمقترحات لتفادي الحوادث المؤذية والضارة. دائماً المقاعد الواطئة آمن من العالية وإن كان لا بد من العالية فلتكن قاعدتها عريضة لتجنب انقلابها، أما عربة الطفل فيجب أن تزود بحاجز يحول دون سقوطه، ولا بد من عمل باب في أعلى درج المنزل وأسفله إلى أن يستطيع الطفل صعود الأدراج وهبوطه بأمان. كما أن نوافذ الطبقات العليا لا بد أن تكون لها حواجز ليس من الحكمة أن يترك الطفل يحبو أو يمشي في المطبخ ساعة الطهو أو ساعة إعداد الطعام، فقد يقع على الطفل شيء ساخن أو قد يجذب هو دون وعي إناء أو مقلاة من على النار وهذا هو أنسب وقت يوضع فيه الطفل في سريره أو عربته. يميل الطفل لوضع أي شيء في فمه، لذا يجب الانتباه الشديد لعدم وصوله للأشياء الصغيرة كالأزرار أو الخرز أو أن يعطى بندقاً أو فستقاً أو ماشابه لأن هذه الأشياء يسهل شفطها إلى الصدر مع الهواء مسببة الاختناق. في الحمام ننتبه إلى حرارة الماء أو سخونة الصنابير ونبعد أي جهاز كهربائي عن مكان الاستحمام. يجب إبعاد علب الكبريت والولاعات عن متناول الطفل مهما حاول ذلك ولا يجب التساهل في ذلك أبداً. اهتمام خاص بموضوع الأدوية والمنظفات وسواها فكلها سموم يجب إبعاد الطفل عنها فخمس مجموع حوادث التسمم العارضة تقع في السنة الثانية من العمر ذلك أن الطفل يكون فيها شديد الولع بالاستكشاف وتذوق الأشياء. فوجب إبعاد هذه المواد الخطرة عن متناول الطفل وحفظها في صواوين محكمة. سؤال الأم الآن هو: كيف نجعل الطفل الصغير يبتعد عن الأشياء المؤذية وهذه هي المشكلة الرئيسة لدى الطفل بين عمر عام وعامين فهل يكفي أن نقول له أن يكف عن لمس هذه الأشياء وأن يبتعد عنها؟ الجواب: هو لا غالباً خاصة إذا تذكرنا طبيعة الطفل المندفعة لتجربة كل شيء وإلى العناد وعدم طاعة التوجيهات لذلك فالأفضل عندما يشرع الطفل بلمس شيء خطر أو تحريك أداة مؤذية أو ما شابه أن نبادر بحمله بعيداً عن مكان الأذى ونعطيه أي شيء آمن يشد انتباهه حتى لو كان صندوقاً مهملاً أو مجلة قديمة أو أي شيء مشابه وفي مثل هذه الإجراء الكثير من تجنب العصبية والتوتر والصدام مع الطفل.