يتضمن الإهمال الجسدي أي سلوك مع الأطفال قد يسبب لهم الأذى أو الألم الجسدي ويشمل هذا تأجيل الرعاية الصحية الضرورية للطفل إما للجهل أو لعدم توفر الإمكانيات اللازمة، تركه وحيداً بدون رقابة، أو عدم توفير أساليب الوقاية من الأمراض والإعاقات في المنزل أو خارجه أو الجهل بأساليب التربية الصحيحة وعدم إتباع السنة النبوية في التعامل مع الأطفال مما يدفع بالأهالي إلى استعمال العقاب الجسدي الذي يلحق الضرر بالأطفال وقد يؤدي إلى إعاقات دائمة. إن الأطفال قبل سن الدراسة غير قادرين على حماية أنفسهم من الحوادث، وبإمكاننا مساعدتهم لجعل عالمهم البريء أكثر أمنا وسلامة بتعليمهم طرق الحذر والوقاية لتجنب الحوادث لأن حوادث الأطفال يمكن أن تحدث في أي عمر كان. وتشير الإحصائيات الصادرة عن «الجمعية الملكية لمنع الحوادث» في بريطانيا إلى أن البيت يمكن أن يكون مصدراً لخطر لا يقل عن خطر السفر في سيارة مسرعة على طريق موحل، إذ تشير الإحصائيات إلى أن معظم الإصابات التي تحدث للأطفال تكون حوادث منزلية، والتي يجب أن يكون المكان الأكثر آماناً للطفل، فيصاب حوالي 8000 طفل سنوياً في الحدائق العامة والملاعب و5000 شخص يلاقون حتفهم سنوياً جراء حوادث منزلية ويمكن تجنب ذلك بقليل من الاهتمام وتعلم الاحتياطات اللازمة لمنع هذه الحوادث والعناية. وتشمل حالات إهمال الأطفال جسدياً: الحوادث في المنزل، الشارع، الملعب أو المدرسة، وعدم توفير الرعاية اللازمة من أكل وشرب وملبس وملجأ، وعدم توفير الرعاية الصحية في حالات المرض، وعدم مراقبة نمو الأطفال واللجوء إلى المراكز المختصة في حالات المرض أو الإعاقة، وعدم توفير الأمان للأطفال بتعريضهم للاعتداء الجسدي مثل الضرب أو العقاب الجسدي كالحرق، وتعريضهم للمواد الضارة كالدخان والمخدرات أو الاعتداء الجنسي. وتحدث أغلب الحوادث عند عدم انتباه الأهل للطفل، وتركه وحيداً بدون مراقب خاصة عند تعلم الأطفال للمشي والركض والتسلق، وعدم الحرص على توفير المحيط المناسب والآمن سواء في المنزل أو خارجه وخاصة حين يكون الطفل متميزاً بحب الاستطلاع، وعدم إشباع احتياجات الطفل الأساسية مثل الأكل والشرب، وقد دلّت الدراسات على أن أكثر حوادث تسمم الأطفال تحدث في الحالات التي يكون فيها الطفل عطشاً أو جائعاً، كما تحدث بسبب غفلة الوالدين للنوم والتعب أو المرض، كما دلت الدراسات على أن الكثير من الحوادث تحصل في الأوقات التي يكون فيها الوالدان متعبين، كما في وقت القيلولة أو بعد الوصول إلى المحطة الأخيرة بعد السفر، لذا يلزم أخذ الحيطة في مثل هذه الحالات، وحينما تكون الأم حاملاً أو أحد الأبوين مريضاً فإن احتمالية وقوع حوادث ضارة بالأطفال تكون عالية فيجب الانتباه في مثل هذه الظروف، وقد تحدث بسبب ترك الأطفال للخادمات والمربيات، وقد تحدث الحوادث للأطفال في أماكن متعددة أهمها المنزل، المدرسة، السيارة أو على الطريق، الملاعب أو الحدائق العامة أو المزارع. إن أكثر ما يجذب انتباه الأطفال في المنزل هو المطبخ وذلك لوجود الأم معظم الوقت في المطبخ، ولوجود أشياء كثيرة ومثيرة تسلي الأطفال، غير أنه من أخطر الأماكن في المنزل التي يمكن أن تتسبب للطفل بإصابات بالغة، لذا يجب عدم السماح للأطفال بدخول المطبخ دون وجود شخص بالغ معه، وضع الطفل في الكرسي الآمن عند الضرورة، كما يجب استخدام عيون البوتاغاز الخلفية للطهي ووضع أيدي أواني الطهي بعيدة عن حافة الفرن وبعيدة عن متناول أيدي الأطفال حتى لا تستهوي الطفل لجذبها ولا يصطدم بها البالغ أيضاً وخاصة عند القلي بالزيت، وإبعاد الأواني التي تحتوي على طعام أو مشروب أو زيت حار عن الأطفال، عدم تمرير أي وعاء ساخن من فوق جسم الطفل، إبعاد الكبريت والولاعات عن متناول الطفل وعن مجاله البصري أيضاً، وإبعاد أي شيء مثل الكراسي أو العلب التي يمكن للطفل استعمالها للوصول إلى الأماكن العالية وخاصة دواليب المطبخ والشرفة، ووضع حواجز وقائية عند الفرن والمطابخ والسخانات تمنع وصول الطفل إليها، وتفادي تدلي مفارش المائدة، حتى لا يتمكن من جذب الأطباق الساخنة من فوق المائدة، ووضع المكواة، غلاية الماء، المحمصة، الأفران وفتاحات العلب بعيداً عن متناول الأطفال، واستخدام الأطباق غير القابلة للكسر عند تقديم الطعام للأطفال، الحرص على تنظيف المطبخ باستمرار من بقايا الطعام والسوائل التي قد تؤدي بالطفل للانزلاق، عدم وضع الماء أو الصابون على أرض المطبخ بهدف الغسل خلال تواجد الطفل، التأكد من خلو المطبخ من النمل والحشرات الصغيرة التي يمكن أن يضعها الطفل في فمه أو قد تؤذي الطفل. وتحدث كثير من حوادث الأطفال في الحمام أيضاً، فلذلك يجب على الأم عدم ترك الأطفال في مغطس ماء بدون مراقبة حيث إنه ممكن للطفل الغرق في بوصة ونصف من الماء، وتثبيت درجة حرارة الماء في السخانات إلى اقل درجة مئوية ممكنة لأن جلد الطفل حساس، عند وضع الطفل في المغطس يجب التأكد من حرارة الماء بالكوع فإن كانت الحرارة عالية بالنسبة لكوع الأم فهذا يعني أنها عالية بالنسبة للطفل أيضاً، وضع منظف الحمامات والمنظفات المنزلية مثل دواء الغسيل في مكان مقفل بعيد عن عيون الأطفال، وضع أرضية مانعة للانزلاق وتعليم الأطفال عدم سكب الماء علي الأرض، إبعاد شفرات وأدوات الحلاقة والمقص عن متناول الأطفال وإن كان من الممكن وضع خزانة خاصة للأدوات ولها قفل في مكان عال بعيداً عن متناول الأطفال، وعدم وضع الأدوية والحبوب في الحمام. * قسم التثقيف الصحي