على الدوام، تحظى مدينة الرياض باهتمام استثنائي من ولاة الأمر، وفق أهداف رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تطوير المدن السعودية، والنهوض بها، بحسب إمكانات كل مدينة على حدة، وقد استشعرت الرؤية أهمية أن يكون للعاصمة الرياض مكانة مرموقة، لتتحول إلى أن تكون من أفضل 10 مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2030، وهذا ما أشار إليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز صراحة، عندما قال سموه "إننا نستهدف أن تكون الرياض من أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم، واليوم هي من أكبر 40 اقتصاداً في العالم كمدينة، ونستهدف في الرياض أن نصل من 7.5 ملايين نسمة إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة في 2030". الاهتمام الرسمي بالرياض، ظهر جلياً في توجيه ولي العهد باستكمال العمل على خطط التنفيذ الخاصة باستراتيجية مدنية الرياض، جاء هذا على هامش رئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، اجتماعًا لمجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض. وتتضمن الاستراتيجية 6 ركائز رئيسة وهي: النمو الاقتصادي في شتى القطاعات، تطوير الكوادر الوطنية واستقطاب أفضل المواهب العالمية، تحسين جودة الحياة، التخطيط الحضري المكاني على مستوى عالمي، الحوكمة الحصيفة لممكنات وموارد المدينة، تطوير هوية عالمية للمدينة تعزز الدور العالمي للعاصمة من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية، بالإضافة إلى تعزيز قدرتها التنافسية. مركز دولي وخلال أعوام قليلة، ستتحول العاصمة الرياض إلى مركز أعمال دولي، من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع، أهمها؛ مشروع الرياض الخضراء، حديقة الملك سلمان، المسار الرياضي، والرياض آرت. وهذه المشاريع مجتمعة، تأخذ في الاعتبار الاهتمام بالبشر والحجر والشجر على حد سواء. ومن شأن هذه المشاريع أن تغيّر صورة العاصمة لتصبح "مدينة عالمية مستدامة"، بما يتناسب مع دورها كمركز اقتصادي ومالي وسياحي وترفيهي على مستوى العالم. الرياض الخضراء ويهدف مشروع "الرياض الخضراء" في شكله العام إلى زيادة نسبة المساحات الخضراء في الرياض من 1.5 في المئة في الوقت الحالي، إلى 9 في المئة من إجمالي مساحة المدينة، أي بما يعادل 541 كلم مربع هي المساحة وقت انتهائه. وبالتقدير فإن هذا يعني رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 متر مربع إلى 28 متراً مربعاً، بنسبة تعادل 16 ضعفاً عمّا هي عليه اليوم. وسيتم العمل على هذا المشروع من خلال التركيز على المشاريع الأربعة الأساسية بالإضافة إلى خطوات أخرى عدة. وفي المحصلة فإن الهدف هو تشجير مساحات شاسعة من الأراضي الجرداء بمعدل 7.5 مليون شجرة في كل أنحاء مدينة الرياض، على أن تتركز عملية التشجير في 3330 حديقة في الأحياء و43 منتزهاً عاماً و9000 مسجد و6 آلاف مدرسة، و2000 موقع لمواقف السيارات و1670 منطقة ومنشأة حكومية و390 منشأة صحية و 64 جامعة وكلية ونحو 16400 كلم طولي من الطرق والشوارع، و1100 كلم طولي من الأودية وروافدها و175 ألف قطعة أرض فضاء ضمن المنطقة المطورة. ومن أهم نتائج مشروع "الرياض الخضراء" هو تنشيط الدورة الاقتصادية، كما أنه سيؤدي إلى تطوير التشريعات المتعلقة بالضوابط العمرانية وذلك لتعزيز التشجير في المشاريع العامة والخاصة، وفي النتيجة فإن المملكة ستحصد مجموعة من النتائج المهمة على صعيد البيئة والاقتصاد والمواطن السعودي إذ سيؤدي المشروع إلى خفض درجات الحرارة بمقدار 1.5 إلى درجتين مئويتين في مناطق التشجير وخفض معدلات الحرارة في مناطق التشجير المكثف بين 8 إلى 15 درجة مئوية، وعليه تحسين جودة الهواء عبر تخفيض معدلات ثاني أوكسيد الكربون بنسب تتراوح بين 3 إلى 6 في المئة وزيادة معدل الأوكسجين والرطوبة في الهواء وتقليص نسبة الغبار فيه. حديقة الملك سلمان وتتميز حديقة الملك سلمان، كونها أكبر حدائق المدن في العالم، بمساحة تبلغ 13.4 كيلومتر مربع، أي ما يقارب 4 أضعاف حديقة سنترال بارك في نيويورك، كذلك فإن لها أهمية خاصة بسبب موقعها الجغرافي المحوري في قلب مدينة الرياض، وارتباطها بطرق المدينة الرئيسية ومشروع النقل العام، واحتوائها على مناطق خضراء وساحات مفتوحة، ومجموعة من المسارح ومجمعات للسينما، وأكاديميات للفنون وملاعب رياضية ومجمعات سكنية وفندقية ومكتبية وتجارية، ومدن ترفيهية. وتتضمن الحديقة العناصر البيئية التالية: مناطق خضراء وساحات مفتوحة تزيد مساحتها على 9.3 مليون متر مربع، وحدائق متنوعة تبلغ مساحتها 400 ألف متر مربع ومسار دائري للمشاة بطول 7.2 كيلومتر ومنطقة الوادي على مساحة 800 ألف متر مربع وعناصر مائية متنوعة على مساحة 300 ألف متر مربع. "الرياض آرت" يندرج مشروع "الرياض آرت" ضمن أهم المشاريع التي تحمل في داخلها قيمة ثقافية وفنية لافتة، وهو يهدف إلى تحويل المدينة إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الإرث الثقافي للمملكة والمعاصرة، وذلك من خلال مجموعة واسعة من الأعمال والمعالم الفنية في كل أنحاء المدينة. ومن أهم تلك الأعمال حدائق المرح التي ستؤدي إلى مزج الفن بألعاب الحدائق، وساحات الفن التي ستشهد تفاعلاً بين الفنانين والزوّار، بالإضافة إلى لوحات فنية عالمية ومحلية ومجسمات في التقاطعات ستعطي للمدينة شكلاً فنياً يتفوق بقيمته على الكثير من المدن العالمية، وبوابات للمدينة سيتم تنفيذها بأشكال تحمل قيماً فنية خاصة. وسيمتد الفن إلى كل مساحة في الرياض، وحتى إلى الجسور والأودية ومحطات النقل العام، وكل ذلك في سبيل رسالة أساسية تتمثل بإطلاق آفاق جديدة للحركة الإبداعية في المجتمع، وتقديم فرصة نادرة أمام الفنانين لطرح إبداعاتهم أمام الجمهور، وتعزيز القيم المجتمعية والتفاعل الحضاري والتبادل المعرفي والتعاون الإبداعي في المدينة. المسار الرياضي ويربط مشروع "المسار الرياضي" بين وادي حنيفة غرب المدينة بوادي السلي في شرقها، عبر طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مع مناطق امتداد في كلا الواديين بطول إجمالي يبلغ 135 كم، ويضم مسارات للدراجات الهوائية موزعة بين 85 كلم للهواة، و135 كلم للمحترفين، ومسار للخيول بطول 123 كلم وممرات آمنة مشجرة ومحطات واستراحات للدراجين في وادي حنيفة ووادي السلي تشمل على مراكز لصيانة الدراجات الهوائية، ومقاه متنوعة ومتاجر لخدمة المتنزهين والرياضين، ومسطحات خضراء ومناطق مفتوحة بمساحة 3.5 مليون متر مربع وغرس 120 ألف شجرة جديدة سيتم ريها بالمياه المعالجة بنسبة 100 في المئة ومجموعة من المعالم والأيقونات الفنية من بينها 10 معالم بارزة على امتداد المسار.