مشاعر حزن أم حزن المشاعر، اُكتب يا قلم عن أمي فلن تخيبك الكلمات، وبوحي يا نفس ففي الصدر زفرات، فالحديث عن جنة الدنيا الأم بوحٌ من المشاعر فياض، وسيل من الدموع عارم، رحلت أمي عن الدنيا إلى رحمة رب العالمين، رحلت ذاتِ القلب الطيب الطاهر، والنفس السمحة النقية، لم تُؤذ أحداً بل تصبر على من يؤذيها، لم تحُزن أحداً بل تعفو عمن يُحزنها، كريمةُ السجايا، وسخيةُ اليدين بالعطايا، تاليةً لكتاب الله، فأمنيتها أن تحفظه، عاشت في رياضه، وداومت على مدارسته، انتظمت في حقله، صاحبة أهله وأحبتهم وأحبوها، تدعونا جميعاً لدعم مدارس القرآن وتفقد حاجاتها، تربينا على صلة الرحم، والعفو عن الناس، وحب نفعهم، تحب الجميع وكل من عرفها أحبها، ابتليت بالأمراض فصبرت واحتسبت، وأتمثل بقول الشاعر: فمنذ رحلتِ يا أمي وحزني ، آهِ مِن حزني يُطاردُني يحاصرُني فتَفضَحُ عبرةُ العين بصمتٍ بعضَ أشواقي فأبحر في مَدى الصبر وتسري نغمةُ الشكر بأعماقي وأوراقي وكما قال الآخر: دعوتُ اللهَ يا أمي ليجمعَنا بميعادِ هناكَ بصحبة الهادي هناكَ سيَنجلي همّي ويَسعَدُ قلبيَ الباكي وحتى ذاكَ يا أمي يميناً لستُ أنساكِ رحمك الله يا أمي وأسكنك فسيح جناته وجمعنا ووالدي وأهلي في جنان النعيم