مُخاطبة الجمادات، مُخاطبة الطبيعة، الإبحار في الفهم، الاتساع في المعنى، محاولة الخوض أكثر، مُعانقة الخيال، والنمو بالإبداع، واعتياد الاكتشاف، والسمو بالقُدرة على التحليل، والتوافق النسبي ذو التأثير الإيجابي مع من حوله، فالإنسان يعلو بالمعرفة والفهم والإدراك والسعي، إنه فيلسوف بطبعه، فلا تُحاول إقصاء غرابته، وطريقة تفكيره، وخروجه عن دائرة المألوف، وتلك الفلسفة والأسئلة الغريبة والطمع الدائم والحركة المُتجددة في محاولة ربط الأمور وما تؤول إليه، علينا بكل سرور وجِد تنميتها وإصلاحها والاهتمام بها. فلا تتجنبوا أسئلة الأطفال، العادية، المُتكررة، الغريبة، اللا منطقية، البديهية، فهم بحاجة ضرورية إليها، فالتجاهل يجرهم إلى التفاهات والتقاط المعاني الساذجة دون عُمق وفهم حقيقي لها، فالترسيخ المُبكر وشرح المفاهيم بصورةٍ جمالية فائقة، تمتد بالنفس وتوسع كُل فكرةٍ عادية، بحيث يكون للمرء زاوية ونظرة خاصة في التعامل مع متغيرات الحياة، وبكُل الظروف التي تمر به، وبمن حوله، فمسألة التأمل جديرة بالاهتمام، فهذه الحياة تتسع الجميع، لكن ليس الجميِع يعرف الحياة، ويذوقها بكُل مشاعرها ومُتغيراتها، وغرابتها، وقسوتها، وجمالها. فجزءٌ كبير من طريقة النظرة للحياة، تعود إلى أصل الطفولة وطريقة التربية، وتجارب الطفولة، وكُل ما يعود إلى ذلك الزمن الذي يظنه البعض مُجرد مرحلة لا أساس لها في حياة الإنسان. بينما هي الأساس، هي الجذر الذي رُبما لا يُنزع ويظل كما هو، ويصعب تعديله لاحقًا، فالاستثمار فكرة لا يجب أن تتجاوز أي إنسانٍ على وجه الأرض، في كُل مراحل عمره، وخصوصا مرحلة الطفولة، وإخراج أفضل ما لديه، والسماح له بالنمو من كُل الجوانب، بطريقة سليمة، صحيّة، لا مُعقدة، ومؤلمة، وبائسة.