صدر مؤخراً كتاب الحصاة في الأدب العربي من تأليف أ. د. حمد بن فهد بن جنبان القحطاني في 486 صفحة من القطع المتوسط في طباعة جيدة موثقة بالمراجع والشعر القديم والحديث. وهو موسوعة علمية أدبية معجمية وثائقية تخدم هذا المكان وأهله وتعد مرجعاً تأصيلياً في خدمة هذا الوطن المعطاء انطلاقاً من رؤية ولي العهد حيث سيكون لها في تنمية السياحة وكشف العمق التاريخي والحضاري والموروث. وفي هذه الدواسة كشفٌ لما في بواطنها منذ العصر الجاهلي حتى تاريخنا الحديث. حيث تناول المؤلف فيه صورة عماية في الأدب العربي والمراحل التي مرت بها. وعماية تسمى في هذا العهد الحصاة وقد توسع المؤلف في تحديد موقع عماية وذكر أقوال المؤرخين فيها. وذكر أن الحصاء هي المزراقة الآن وعماية في الأصل في مسمى الجبلين بعمايتين الذي هو مشتق من اسمها ومع الزمن تعمم اسم الحصاء على عمايتين فاطلق عليها جميعاً الحصاء واندثر اسم عماية وتحولت مع الزمن فأطلق عليها الحصاة قال الشاعر: إذا كنت في الحصاء أو في بجادة نظرت حدوج الحي في سفح يذبل فالبجادة شمال شرق من المزراقة ويذبل يقع غرباً للشمال قليلاً من المزراقة ويسمى في الوقت الحالي صبحا. والحصاتان كانتا تسميان عمايتين والآن حصاة قحطان وهما جبلان متجاوران واقعان في أيمن وادي السرة ويحف بهما وادي الركاء وهضبة صبحا (يذبل). كما كتب المؤلف عن خيم في الشعر العربي وقام بدراسة النصوص التي تتعلق به وقال بأن خيم وادٍ بين الحصاة الشمالية والحصاة الجنوبية (عمايتين) وبالوادي هجر وقرى، وخيم قديماً لبنيقشير والحريش وفي هذا العهد لقحطان قال عدي بن زيد: خلا بخنسٍ مطافيلٍ تعاهده بعرعر أو بثني القُفٍّ من خِيم كما شرح المؤلف ذكرى خِيم بين الطلل والقدم يقول طفيل الغنوي: لمن طللٌ بذي خيمٍ قديمُ. يلوح كأن باقيه وشوم وقال النميري: أجِدَّك ماتذكَّرُ بردَ خيمٍ بأبطحَ مسْهلٍ كِفف الشُّمامِ عشية صيِّفٍ وتضمنتهُ رِهاءٌ من عماية أو حوامي ثم كتب عن وادي الركاء وهو موطن المؤلف فيه ولد وترعرع، ومن أودية عالية نجد وأعظمها يبدأ من شمال الهضب وتشمل بداياته الدخول وذقانين والسوادة، ويلتقي به وادي السرة ثم العمق؛ يقول توبة بنالحمير: نظرتُ ودوني من عماية منكب وبطن الركاءِ أي نظرة ناظر وفي الفصل الرابع تحدث ابن جلبان عن الحصاة بين تحوّل الزمان ودلالة المكان دراسة وصفية دلالية تناول فيها الأماكن والمواضع التي وردت في كتب التراث من المعاجم والدواوين الشعرية. وعدد مواطن الحصاة ومياهها مثل أبو حمضة وأبو عليبة والأرمض وأم عصبة وأم حيش وام مرخ والبدرية وبرودان وبرقاء هيج والحصاء وبرقة الركاء وجاحد وماسل وكتنة وغيرها. يقول المؤلف: بطنُ الركاءِ سيولُهُ جرافة بدخولها حتى ذِقانَ فجاحِد صبت به وديانها وعُريفُها بالخير والإنعام صبَّ مَحامد سالَ الركاء ببطنه وبظهره حتى غدا مثل المحيطِ المُزبدِ المؤلف أ. د. حمد بن فهد بن جنبان