لا شك أن جولة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان التي بدأت من سلطنة عمان، وتشمل جميع دول الخليج، سوف تسهم بكل تأكيد في تقوية الاصطفاف الخليجي والعربي لمواجهة التحديات وتوحيد الرؤى والمواقف قبل قمة الرياض التي تعقد منتصف شهر ديسمبر الجاري وكذلك ستعمل على تعزيز الأهداف الاقتصادية الكبيرة التي لها مردود إيجابي على الخليج وأبنائه. وبكل تأكيد أن المكاسب الاقتصادية وغيرها لن تتوقف عند نقطة معينة ومحددة بل سيتم إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة بين السعودية ودول المجلس، تشمل مجالات تعاون رئيسية منها الاستثمارات في مشروع إقامة منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم والتعاون في مجال الطاقة، بالإضافة إلى الشراكة في مجال الأمن الغذائي والتعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المختلفة، ويتوقع أن تثمر الجولة عن توقيع اتفاقات في مختلف الميادين وبخاصة ما يتصل بقطاعات الاقتصاد والتجارة والاستثمار. إن زيارة ولي العهد تأتي في وقت دقيق وحساس جداً، في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والتفاعلات الإقليمية، وتنسجم مع جهود المملكة في توحيد وجهات نظر دول الخليج والدول العربية بشأن عدد من قضايا المنطقة. وهذه الجولة تساهم في إعادة لم الشمل الخليجي ضمن موقف سياسي موحد ورؤية استراتيجية واحدة لمواجهة التطورات المستقبلية. وتأتي أهمية الجولة لأنها الأولى له، بعد القمة الخليجية التي عُقدت في "العلا" خلال شهر يناير الماضي، وتأتي في سياق تعزيز التنسيق والتعاون والعمل العربي الخليجي المشترك، من أجل تنسيق المواقف ومناقشة القضايا والتحديات المشتركة ووضع الآليات اللازمة، والعمل على تعزيز وتقوية منظومة الأمن الخليجي في المجالات المختلفة بالإضافة إلى إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة لتعزيز الاستثمارات الاقتصادية.