قالت مصادر متطابقة في ولاية غرب دارفور: إن النزاع القبلي العنيف المندلع هناك منذ مطلع الأسبوع أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح وسط مخاوف من تجدد القتال بصورة أعنف بعد حرق بعض أحياء المدينة. وبدأت أحداث معسكر "كرينك" للنازحين (70 كلم شرقي الجنينة عاصمة الولاية) يوم السبت، لكنها تفاقمت بصورة كبيرة أمس الأول الأحد، فيما لا يزال الوضع مرشحا لمزيد من العنف، في ظل عدم تدخل قوى الشرطة والأمن حتى الآن. ونشب القتال بين مسلحين من القبائل العربية والمساليت، وهو نزاع تاريخي يتجدد من وقت لآخر. وقال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، في تصريح، إن "الحصيلة الأولية لضحايا كرينك وصلت إلى 45 قتيلا و56 جريحا، وما زالت تجرى عمليات حصر للمفقودين". وقال: إن بعض أحياء المنطقة ومعسكر كرينك للنازحين أحرقت بالكامل، كما أن الوضع الإنساني مزرٍ للغاية مما يتطلب تدخلا فوريا للمنظمات. وقتل الشهر الماضي حوالي 50 شخصا في اشتباكات قبيلة بمنطقة جبل مون بغرب دارفور. وفي عام 2003 شهدت دارفور حربا أهلية إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير الذي أطيح في أبريل 2019 إثر احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر لثلاثة عقود. واندلعت الحرب التي خلفت 300 ألف قتيل وفق إحصاءات الأممالمتحدة، عندما حملت مجموعة تنتمي إلى أقليات إفريقية السلاح ضد حكومة البشير بدعوى تهميش الاقليم سياسيا واقتصاديا. وعلى الرغم من أن حدة القتال تراجعت في الاقليم منذ سنوات، إلا أن المنطقة التي ينتشر فيها السلاح لا تزال تشهد أعمال عنف من وقت لآخر بسبب خلافات بين المزارعين والرعاة. ومنذ الإطاحة بالبشير يسعى السودان لتحقيق السلام في إقليم دارفور المضطرب. وقبل أكثر من عقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير لاتهامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية أثناء نزاع دارفور.