قتل عشرون شخصًا الاثنين في قرية الطويل سعدون على بعد نحو 65 كيلومترًا جنوب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، على إثر هجوم شنه مسلحون على القرية وفق ما أفاد زعيم قبلي. وقال محمد صالح أحد زعماء قبيلة الفلاتة لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف: "هاجم مسلحون قرية الطويل سعدون وهم يركبون درجات نارية وجمالاً وعربات، أحصي حتى الآن مصرع عشرين شخصًا كما أحرقوا عددًا من المنازل". ويشهد إقليم دارفور تجدداً للمواجهات القبلية التي أوقعت 15 قتيلاً وعشرات الجرحى في أواخر ديسمبر، أي قبل أيام قليلة من انتهاء مهمة بعثة السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، التي استمرت 13 عاماً. وقُتل أكثر من ثمانين شخصاً في مواجهات يشهدها إقليم دارفور منذ يومين وفق ما أفادت لجنة أطباء السودان المركزية، وذلك بعد مرور أسبوعين على انتهاء عمليات بعثة حفظ السلام. وتعد أعمال العنف هذه أبرز مواجهات يشهدها الإقليم منذ توقيع اتفاق للسلام في أكتوبر كان يؤمل أن يضع حداً للحرب في الإقليم الشاسع الواقع في غرب السودان، والتي أدت إلى طفرة في التسلّح في دارفور. وتفيد تقارير أن المواجهات وقعت بين قبيلة المساليت وبدو عرب رحل في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور. لكن الخلاف الذي بدأ فردياً تحوّل إلى مواجهات أوسع نطاقاً شاركت فيها ميليشيات مسلّحة. وجاء في بيان نشرته لجنة أطباء السودان المركزية في صفحتها على "فيسبوك"، "ارتفعت حصيلة ضحايا الأحداث الدموية التي تشهدها مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور منذ صباح السبت الموافق 16 يناير 2021، حيث أحصت اللجنة (83) قتيلاً و(160) جريحاً بما في ذلك جرحى القوات المسلحة". ومنذ العام 2003 أسفرت الحرب في دارفور بين القوات الموالية للحكومة وأقليات متمردة عن مصرع نحو 300 ألف شخص، وتشريد أكثر من 2,5 مليون، بحسب الأممالمتحدة. وبدأ النزاع عندما حملت مجموعة تنتمي إلى أقلّيات إفريقيّة السلاح ضدّ حكومة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بحجة تهميش الإقليم سياسيًا واقتصاديًا. وأطلقت حكومة البشير ميليشيات مسلّحة عرفت باسم الجنجويد وقد اتّهمتها منظّمات حقوقيّة عدّة بارتكاب "حملة تطهير عرقي" وبعمليّات اغتصاب. وفي أكتوبر، وقّعت الحكومة الانتقاليّة اتّفاق سلام تاريخي مع مجموعات متمرّدة بينها فصائل كانت تقاتل في دارفور. لكنّ حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نور والتي تحظى بدعم كبير في أوساط سكان المخيمات لم توقّع هذا الاتّفاق حتّى الآن. ولا يزال الإقليم يشهد اشتباكات بسبب التناحر على موارد المياه والأرض بين الرعاة والمزارعين.