نجح موسم الرياض بواجهاته ومناطقه المختلفة المنتشرة بالعاصمة الرياض، في جذب الملايين من الزوار من داخل السعودية وخارجها، حيث أشار معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عبر حسابه على توتير بتاريخ 25 نوفمبر، أن أعداد زوار الموسم في نسخته الثانية وصل إلى نحو 3.5 مليون زائر منذ انطلاقته في 20 أكتوبر الماضي.من بين العوامل التي ساعدت على جذب الزوار لموسم الرياض بهذه الأعداد الهائلة والرهيبة، ضمه للعديد من الفعاليات التي تتناسب مع مختلف الأعمار والأذواق، حيث تتميز فعاليات الموسم بالتنوع بين سلسلة من المطاعم الفاخرة ذات الماركات العالمية والمقاهي المشهورة، وكذلك الألعاب الإلكترونية، والمتاجر العالمية المتميزة. كما تضمنت الفعاليات لأماكن استجمام واسترخاء، مثل "ونتروندرلاند"، و"واجهة الرياض"، و "المربع"، و"العاذرية"، و"رياض سفاري"، و"أوايسس الرياض"، و"نبض الرياض"، و"قرية زمان" وغيرها. وتتميز منطقة ال"بوليفارد رياض سيتي" عن غيرها من بقية مناطق وواجهات الموسم، بما تضمنته من موسوعة عريضة من الفعاليات الثقافية والخيارات الترفيهية المتعددة، كما أنها تُعد مجمعًا مفتوحًا يتضمن تسعة مناطق تحوي على 200 مطعم ومقهى ومتجر متنوع، مع ممشى بطول 3 كلم، و9 استوديوهات عالمية، و4 مسارح عربية وعالمية، ومنطقة ترفيهية مخصصة للأطفال تحتوي على 500 لعبة إلكترونية. ولعل اللافت للانتباه أن منطقة البوليفارد قد تم تشييدها على مساحة 900 ألف متر مربع في وقتٍ قياسي من الزمن في مدة لم تتجاوز الأربعة أشهر، وتحويلها من قطعة خالية تماماً من الأشياء، إلى مساحات واسعة تحتضن للعديد من المرافق والأسواق التجارية والممرات الواسعة والفسيحة، التي تتيح للزوار فرصة التجول بحرية بين المطاعم والمقاهي والمساحات الخضراء الملونة والنوافير الراقصة، وبحيرة صناعية بمساحة 35 ألف متر مربع. دون أدنى شك ان ما قامت به الهيئة العامة للترفيه من جهود جبارة مرتبطة بتعزيز مفهوم الترفيه في بلادنا على أسس ومعايير عالمية يحسب لها، وبالذات وأن جهودها تدعم السياحة الداخلية وتساند أيضاً في إيجاد مفاهيم ترفيهية راقية وسياحية رائعة في بلادنا، ولكن رغم ذلك فإن الهيئة لم تُعزز فقط من الترفيه في المملكة، وإنما تخطت ذلك بكثير اقتصادياً واجتماعياً وحتى صحياً. بالنسبة للجانب الاقتصادي فقد حققت الهيئة نجاحاً باهراً بقدرتها على استحداث الآلاف من الوظائف لأبناء الوطن من الجنسين، والذي بدوره سيسهم بفعالية في خفض نسب البطالة بين السعوديين لتصل بإذن الله إلى طموحات الرؤية بحلول عام 2030 إلى 7% ولربما أفضل من ذلك. كما أنها وفقت في إعادة توجيه جزء من الإنفاق على السياحة والترفيه الخارجي إلى الداخل، والذي بدوره سيعزز من مقدرات الاقتصاد الوطني وميزان المدفوعات، بما في ذلك من رصيد العملات الصعبة، سيما حين النظر إلى حجم الإنفاق الهائل للسعوديين على السياحة في الخارج والذي يتجاوز ال70 مليار ريال سنوياً. ولعله من المهم جداً الإشارة إلى ما أحدثه نشاط الترفيه في المملكة من فورة اقتصادية تشغيلية غير مسبوقة للعديد من الأنشطة الاقتصادية والخدمات اللوجستية ذات العلاقة، كنشاط الإيواء والفندقة والضيافة والنقل والمواصلات والأكل والمشرب وإلى غير ذلك من الأنشطة. وعلى الجانب الاجتماعي، برأيي أن الهيئة العامة للترفيه نجحت في جمع شمل الأسر والعوائل السعودية وغير السعودية تحت سقف واحد في أجواء ترفيهية ماتعة ومثيرة بعيداً عن روتين الالتقاء والتجمع اليومي الروتيني بداخل المنازل، ما ساهم في كسر الروتين الحياتي للكثير من الأسر والعوائل من سكان المملكة وخارجها. أخيراً وليس آخراً، قد نجحت الهيئة في تعزيز الجانب الصحي لأفراد المجتمع، سيما وأن الترفيه يعزز من صحة الإنسان الجسدية والعقلية، ويساعد على تجديد الطاقة وزيادة الحيوية والإنتاجية، نتيجة لشعور الفرد بالراحة النفسية. أخلص القول؛ أن الهيئة العامة للترفيه، حققت نجاحاً مبهراً وغير مسبوق في رسم البسمة والبهجة وإدخال الفرحة إلى نفوس المجتمع السعودي، وليس ذلك فحسب، حيث إنها قد تَمكنت من التناغم مع برنامج جودة الحياة، أحد أهم وأبرز برامج رؤية المملكة 2030 الذي يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز من مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية. أتطلع بأن يُنظر إلى نشاط الترفيه على أنه صناعة ورافد اقتصادي مهم جداً لتنمية الاقتصاد والناتج المحلي غير النفطي، سيما حين النظر إلى قطاع الخدمات على مستوى العالم الذي يضم نشاط الترفيه وقطاع السياحة وما يُشكله من أهمية كبرى في المساهمة في الناتج المحلي العالمي بنسبة 10% وأيضاً في خلق الوظائف بنسبة 10% حول العالم، مؤكداً من هذا المنطلق على أهمية بل وضرورة أن تُحاكي بقية مناطق المملكة ومدنها فكرة موسم الرياض، ليعم بذلك الخير على الجميع اقتصادياً واجتماعياً وصحياً على حدٍ سواء.