خيّمت العبارات "المتشائمة" على عناوين الصحف الأميركية، مع انطلاقة جولة جديدة من المفاوضات في "فيينا" في إطار محاولات واشنطن اعادة ايران للالتزام بالاتفاق النووي لعام 2015. فكتبت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية في مقال نشر على موقعها، أن العودة إلى اتفاق 2015 لا تزال غير ممكنة وتصبح أكثر استحالة مع كل جولة جديدة من المفاوضات الفاشلة التي تعزز حالة انعدام الثقة بين "طهران" والمجتمع الدولي. من جانبه قال "جاك كين" الجنرال السابق في الجيش الأميركي، والمحلل الخاص ل"فوكس نيوز": "ايران تحاول ان تتخلّص من كل العقوبات وهو أمر ينافي كل أسس التفاهمات الأميركية والدولية مع طهران، كما ينافي ذلك القوانين الأميركية التي لا تمكن ادارة بايدن من رفع كل العقوبات". ورجّح كين فشل المفاوضات في فيينا، أو توصّلها إلى اتفاق مؤقت وغير محكم في أفضل الحالات. وذكر كين أن طهران بقيادتها الجديدة المتطرفة تختار الاستمرار بعزل نفسها عن المجتمع الدولي، مضيّعة بذلك أفضل فرصة قد تأتي بها الدبلوماسية الأميركية لاعادة ايران كلاعب فاعل في المجتمع الدولي. وقبيل انعقاد المفاوضات بأيام، كان بريت ماكغورك، منسّق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، قد أعرب عن موقف واشنطن بالقول بأن بلاده لا تزال تأمل بأن تفضي الدبلوماسية الى حل يقيّد برنامج ايران النووي، لأنه لا مفر من الحل البديل اذا أصرّت إيران على انتهاكاتها. وبحسب ماكغورك فإن امتلاك إيران لسلاح نووي لا يزال أمراً لن تسمح به واشنطن على الإطلاق، وهو ما أكّده الرئيس بايدن مراراً. من جهته لام الجنرال الأميركي، جين كين، إدارة جو بايدن على ما اعتبره تساهلاً من قبل الإدارة مع طهران وميليشيات تابعة لها قامت بالهجوم على قواعد أميركية في كل من سورية والعراق، دون أن تتلقى رداً يذكر من واشنطن، الأمر الذي يجعل طهران تشعر بأنها تواجه ادارة أميركية ضعيفة. وبينما تجري المحادثات غير المباشرة بين طهرانوواشنطن في فيينا، فجّرت شبكة أكسيوس الأميركية أخباراً كان لها صدى واسع الانتشار في واشنطن، حيث قالت أكسيوس إن إيران تعتزم رفع نسب تخصيب اليورانيوم الى 90% الأمر الذي قد يضطر واشنطن الى توجيه ضربات تخريبية لبرنامج إيران النووي. من جانبه رأى نورمان راؤول، المسؤول الأميركي السابق في "سي آي اي" أن أمام الأخبار المسربة عن اقتراب إيران من العتبة النووية، لا تمتلك ادارة بايدن خيارات كثيرة لتقييد برنامج ايران النووي سوى استهداف البرنامج في الداخل الإيراني. وبحسب أكسيوس فإن نسب تخصيب اليورانيوم وصلت الى 90% ليست العامل الوحيد الذي تحتاجه إيران لامتلاك سلاح نووي، حيث تحتاج طهران الى تقنيات تكنولوجية أخرى لاستئناف بناء برنامجها النووي وهي تكنولوجيا لن تحصل عليها قبل عام أو عامين. ولكن رغم العراقيل التي تواجه برنامج إيران النووي، أكّدت أكسيوس نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين عزم تل أبيب توجيه ضربات عسكرية لبرنامج ايران النووي في حال أقدمت طهران على رفع مستوى التخصيب الى 90%. بدوره قال باحث العلوم السياسية ايان بريمير: "فرص العودة إلى اتفاق مستدام باتت ضعيف جداً، فايران رفضت الأسبوع الماضي فتح منشآتها النووية أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وباتت خلافاتها متشعبة بما في ذلك خلاف جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن تمثلهم وهم حوالي 35 دولة مؤثرة حول العالم". وأضاف "هناك خطة ثانية لدى الادارة الأميركية هدفها عقد اتفاق جزئي يقضي بتجميد برنامج إيران النووي عند هذا الحد مقابل رفع العقوبات، وهي خطة ترفضها اسرائيل ودول أخرى في المنطقة رفضاً قاطعاً، حيث تصرّ إسرائيل على أن برنامج إيران النووي غير الصالح للاستخدام لا يجب أن يعمي واشنطن عن سلوك إيران التخريبي في المنطقة، وأن ورقة النووي ليست قادرة على ابتزاز العالم للتنازل لسلوك إيران التخريبي والمزعزع لأمن واستقرار الشرق الأوسط".