صدر مؤخراً الكتاب التاريخي للمؤرخ أ. فهيد بن عبدالله الفراعنة السبيعي بعنوان "القطوف العذاب.. تحقيقات تاريخية جغرافية" الطبعة الأولى 1442ه، طباعة ملونة في مجلدين كبيرين في "895" صفحة من القطع الكبير وغلاف كرتوني به صورة آبار قديمة ونخيل. وقد حقق فيه عن منازل القبائل العربية واستقرارها في ديارها كما تحدث عن الفروع العامرية، وهجرات فروع بني هلال وبني كلاب وتفرعات بني كعب، كما وثق تاريخ قبيلة بني عامر بن صعصعة وبقاءها في بلادها ومراكزها الحضارية. اشتمل الفصل الأول على سادة هوازن في الجاهلية، وسيادة العامريين ومعاركهم مع ملك الحيرة، ومصاهرات قريش لهم، وجمرات العرب (بنو نمير وبنو عبس وبنو ضبة وبنو الحارث). وقراءة تاريخية عن يوم السلان، وعن وادي تربة، والغريف، ويوم الغيامة، والخل. ثم كتب عن وادي لسلسان والغريف وتربة وحرة بني هلال، ووثق أبيات لبيد بن ربيعة العامري ودياره، وبعض قصائد وأخبار الشعراء، مثل: القتال وابو زياد الكلابي. وعامر بن الطفيل وأيام بني عامر في الجاهلية وأهمية الخيلعند بني عامر بن صعصعة، ومسميات خيولهم، ووصف المعارك في شعر الشعراء من بني عامر، مثل: يوم نخلة وشمظة والعبلاء وفيف الريح، وشرب والحريرة ثم عكاظ (التاريخ والتجارة والثقافة والشعر والأدب)، ومسمى عكاظ وموقعه وأهل عكاظ والأمن في عكاظ. ووصف عكاظ في كتب المتقدمين مثل الأزراقي وابن اسحاق والهمداني والبكري وعرام السلمي وياقوت الحموي، وصور عن جبل الخلص وقلعة مشرفة والعبيلاء والأثيداء، ثم تطرق إلى أيام العرب التي دارت في عكاظ ومواقع بين خزاعة وهوازن، وقيس عيلان وخزاعة، وبين بني عامر بن ربيعة وثقيف، وبين الأزد وبني هلال، وأيام بني هلال. ثم ذكر القادة والشعراء الفرسان وذكر نوادر النابغة الجعدي وابن مقبل العجلاني وعامر بن الطفيل والرؤاسي الكلابي ومزاحم العقيلي. كما ذكر ديار بني عامر والقادة الشعراء والشعراء الفرسان وشعراء الغزل ثم كتب عن ديانة بني عامر، وتوسع المؤرخ السبيعي في ذكر الديار وتوثيق الأماكن بالشعر، وفي الفصل الثاني عن بني عامر في الإسلام، إسلامهم وقدوم وفودهم إلى الرسول صلى الله عليك وسلم، كما ذكر عدد الصحابة منهم، وذكر أمجاد العامريين، ووفد بني هلال على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، والرسائل التي كتبها الرسول إلى قبائل بن عامر، وفي فصل كامل ذكر قبيلة ربيعة بن البكاء وبني كلاب بن ربيعة، ومنهم قبيلة بني ثور من سبيع. وفي الفصل الثالث كان الحديث عن ولاة بني عامر وإماراتهم، كما ذكر دولة عقيل في الأحساء، والدولة الجبرية، وبني كلاب في حلب، وبني ربيعة بن عقيل سكان رنية، وإمارات بني عقيل في العراق والشام والبحرين، مثل: المنتفق وبني عصفور وبني جبر، والفتنة بين قيس وكلب، ثم هجرة بعض فروع بني عامر في صدر الإسلام وبعده. وفي الفصل الرابع: كتب عن بلاد بني عامر وديارهم في رنية والخرمة وعرق سبيع والمطالي جنوب عالية نجد، واللعباء والشطون والبتر، ثم تحدث عن بلاد بني جعفر بن كلاب وعن بني جعدة والضباب، ثم عرض تحقيقاً عن سكان حمى ضرية في صدر الإسلام، وبني قشير وبني هلال بن عامر وبنو العجلان وبني كعب وبني عوف، وقصة مقتل توبة بن الحمير ثم وقفة مع المسميات الواردة في قصة مقتله، وكلها ناحية رنية عرق سبيع الرملي. كما وضح المؤلف ديار ربيعة بن عقيل جهة الأكوار، كور رنية وثنية الكور ثم وادي رنية، ورنية في المصادر التاريخية، وفصل عن أبي حمزة العقيلي، وهلال بن عامر ومواطنهم وتموجاتهم في البلاد الحجازية والنجدية ثم مسيرتهم. وأخيراً من آثار بني عامر في ديارهم الأولى. والذي اشتمل على صور قديمة للجبال والآبار والمعالم في رنية وتثليث ووادي الدواسر والمطالي. الكتاب توثيقي رائع ثُبت بالمراجع والشواهد الشعرية، ويعد مفخرة للمكتبة العربية لما اشتمل عليه من بحوث ودراسات موثقة، قدمها المؤرخ فهيد بن عبدالله السبيعي في كتاب "القطوف العذاب"، وهو حصيلة "40" عاماً من الجهد والتدقيق والتمحيص حتى ظهر بالصورة التي هو عليها، ليصبح مرجعاً تاريخياً لرواد الأدب والثقافة.