بكل الحزن والأسى ومع تمام الإيمان بالقضاء والقدر رحلت إلى رحمة الله رحلت عظيمة وتركت حُسن الأثر، وحُسن الرعاية، ونُبل العطاء ومحبة الخير والناس. كنت عظيمة بقدر معاناتك وتضحياتك وها أنا من بعدك تؤلمني الذكرى وتبكيني صحاري نجد، وجبال حائل، ونخيل الأحساء تبكيني يا جدتي كل الذكريات. مضت خمسة أشهر وصوتك لم يفارق مسمعي، أفتقد أحاديث السهر عن كفاحك وبِر والديك ورعاية إخوتك، والنجاة بأبنائك من عثرات الحياة. صبرت كثيراً.. وأنا اليوم أحاول أن أتعلم من عظيم صبرك فقدك كان كبيراً علينا .. وقد كان الفقد شعوراً نجهله حتى غدا أمراً واقعاً نعيشه ونعرفه فهو أصعب من أن يُكتب أو يوصف وقد تُسعفني مقولة ابن حزم الأندلسي «أن الفقد زوال جزء من النفس» أيامك الأخيرة كانت عن كل أيام العمر كانت أجمل الأيام رغم الألم، وأصدقها رغم الوجع إلى نهاية العمر ستبقى وصاياك نافذة، وأثر نصائحك مستمراً، وسيظل ذكرك باقياً في النفوس. رحلت من مكانك ولم ترحلي عنا سنظل نحملك في قلوبنا وأعلم أنك تشعرين بذلك نحن معك ياحبيبتي لن يفارقنا محياك وحنان ابتسامتك ودفء يديك لا الحروف ترثيك ولا الكلام يصف مكانتك ويفي بقدرك. كتبتها وهي بعض من شعور لا يُحكى لا تمثلني وحدي إنما كُتِبت بدموع الأبناء والأحفاد نستودعك رحمة الله الغفور الرحيم اللهم إن الوالدة حصة بنت ثامر كانت طيبة النفس رحيمة القلب تشهد أن لا إله إلا أنت فاغفر لها ولأحبابِها الذين سبقوها إليك، واغفر لنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه. والحمد لله رب العالمين.