دخل صديقي على والدته وقال لها: أمي أنا أعيش في جوالي! قال لها ولقد شق عليها الخبر: كيف تعيش في جوالك، هل أنت مجنون! قال لها: أنا مدمن على جوالي! سألته: مالذي جعلك تصبح مدمناً هكذا؟ قال: أصبحت لا أستطيع أن أعيش بدون جوالي، فأصبح ملتصقاً بي، فيجب علي أفتقد جهازي كل دقيقة، فلا أعلم فربما قد يفوتني حدث مهم يثير ضجة على مواقع التوصل الاجتماعي ولا يسعني إلا أن أكون من الأوائل الذين يتابعون كل من هب ودب في السوشال ميديا. وعلي دائماً أن تفقد رسائلي على الواتس آب والبريد الإلكتروني فقد يرسل أحدهم رسالة مهمة فأصبح كالمجنون "ما أقدر أعيش بدون جوالي ولا ثانية!". جلست وهي صامتة وهي تشعر أن رأسها لا يحتمل المزيد من "وجع الرأس". بقي هو أيضاً صامتاً وأنا أنظر بيأس، أرغب في التخلص من هذا الإدمان فقال لها: "يمه حلي لي مشكلتي اللي أنا فيها، ما أعرف وش أسوي". قالت: ماذا بوسعي أن أفعل لك فأنا لست طبيبة؟! لماذا لا تذهب إلى مختص في علاج هذه الأمراض؟ أو جرب الصيام الإلكتروني؟! قال لها: لا يا أمي.. فأنا لا أريد أن أذهب إلى الطبيب! فهو سيطرح علي عدة أسئلة وسوف أشعر أنني في غرفة استجواب كأن شرطياً يقوم باستجوابي وليس طبيباً. حبست أنفاسها وما كاد أن يرتاح قلبها حتى قال لها مرة أخرى: "يمه" الحقي علي أنا مدمن؟! قالت له: "أقول بس، تراك أزعجتنا بهالجوال ! حاول تشغل وقتك بأمور ثانية لأن عيونك تعبت من طول ماطالع بجوالك!". قال لها: لقد حاولت "يا يمه" لكنني لم أستطع المسألة ليست بهذه السهولة! أصبحت مدمناً على الجوال وتطبيقاته يا أمي، هل تظنين أن هناك أملاً في شفائي؟ أرجوك ساعديني يا يمه ناديلي الدكتور. وضعت والدته يديها على خديها وقالت: لا حول ولا قوة إلا بالله، الله يشفيك.