لا شك أن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر- التي افتتحها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- سوف تسهم في العديد من المجالات الحيوية والفرص الاستثماريه الجديدة وخلق بيئة نظيفة ترتقي بمستوى الانسان والمكان. وهي أيضًا تعتبر احدى الركائز التي سوف تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة من الأنشطة البشرية مثل الاحتراقات النفطية والغازية، وما الى ذلك، ولكن ما هو موقف وأهداف وإستراتيجيات المولدين الرئيسين من مبادرة الشرق الأوسط ورؤية 2060 كقطاعات التعدين، والبتروكيماويات، والمصانع الأسمنتية وهي التي تعتبر أكثر الصناعات تلويثاً بالكربون على المستوى العالمي. فعمليات التشجير ليست فقط تقلل من نسبة الانبعاثات وانما أيضاً تقلل من نسبة الملوثات الضوضائية الناجمة عن طريق العمليات الصناعية وأيضاً هنالك الكثير من أنواع الطيور والحيوانات تعتمد اعتماد تاماً على الأشجار الخضراء، لذلك القطاعات الصناعية لا بد ان تكون لها مبادرات منبثقة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء على سبيل المثال البدء في عمليات التشجير في المراكز الحيوية وأيضاً النائية، وان تضع اهدافا قريبة وطويلة المدى وطرق واضحة لتقليل من نسبة الكربون. ومن جانب آخر فالمملكة اهدافها بدأت كبيرة في الطاقة المتجددة كمشروع نيوم في انتاج الهيدروجين الأخضر، ودومة الجندل في طاقة الرياح، والطاقة الشمسية في سكاكا، وجميعها تصب في هدف الوصول نحو 2060 بصفر انبعاثات كربونية، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة، فالمملكة مليئة بموارد الطاقة وارض خصبة لإطلاق المزيد من المبادرات التي تجعل السعودية في مقدمة الدول علميا وتقنيا واقتصاديا، فمثلاً مياه المد والجزر استخدمت في كوريا الجنوبية لانتاج 254MW من الكهرباء، وايضاً بريطانيا التي يعد تقريبًا 45% من الكهرباء طاقة نظيفة الى انها قد بادرت في الكثير من التغيرات ومن اهمها صفقة (North Sea Transition deal) وهي عبارة عن اتفاقيات بين الحكومة والمصانع النفطية المتواجدة في بحر الشمال لخفض الانبعاثات الناتجة %50 بحلول 2030 من المنصات النفطية المتواجدة في بحر الشمال وغيرها من العديد من الضرائب الصناعية على انبعاثات المصانع. فلذلك الكثير من المصانع المتواجدة في المملكة المتحدة لديها اهداف واسعة في مجالات وطرق مستحدثة مجال معالجة التغير المناخي. ويعد وطننا الغالي غنيا بالموارد ومصادر الطاقة المتجددة فهناك ايضا الطاقة الحيوية وهي التي تعتمد على المواد العضوية كمخلفات المحاصيل الزراعية، ومخلفات الغابات، والطحالب، ومخلفات معالجة الأخشاب، والنفايات البلدية، والنفايات الرطبة (نفايات المحاصيل، ومخلفات الغابات ، والأعشاب المزروعة لهذا الغرض) وهي تعبر أحد أنواع الطاقة المتجددة الحديثة، ولازالت هنالك العديد من التجارب في المصانع التجريبية في العديد من الدول لإنتاج النفط الحيوي والديزل المتجدد والميثان والهيدروجين من خلال المنتجات الكربونية. فالمملكة العربية السعودية تسير بعجلة اقتصادية صناعية سريعة فلذلك لم تقتصر على حدودها وانما على جميع دول الشرق الأوسط، ولكن ربما تكون هنالك فجوة بين المبادرين والمصنعين.