الانتخابات صعبت تفسير وضع واتجاه القيادة الإيرانية الجديدة أكد المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، أن المفاوضات مع إيران تمر في مرحلة حرجة، وأنه لا يمكن أن تدوم خطة العمل المشتركة الشاملة إلى ما لا نهاية وخصوصاً أن الرئيس بايدن أكد أنه يملك أدوات أخرى في حال التشدد الإيراني في المفاوضات. وقال مالي "مازلنا نبذل الجهود لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، مشيراً إلى وجود ما وصفها بال"فجوة لعدة أشهر، وأن الأسباب التي قدمتها إيران للمسؤولين عن سبب وجودنا في هذه الفجوة أصبحت ضعيفة للغاية". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الهاتفي الذي عقده المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي بالتنسيق مع المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية في دبي. وبين مالي، أن بلاده ستبقى على استعداد للانخراط في الدبلوماسية مع إيران حتى في الوقت الذي تزن فيه الخيارات الأخرى لمنع طهران من الحصول على قنبلة نووية. وفي التفاصيل قال: "لقد أجرينا ست جولات من المحادثات والوضع على حاله الآن منذ أشهر عدة، وباتت الأسباب الرسمية التي تقدمها إيران لسبب تواجدنا في هذا الوضع ضعيفة جدا، لا سيما لأنهم لا يجلسون إلى طاولة المفاوضات، وليسوا مستعدين لمناقشة كيفية استئناف الاراء المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة، كما يتخذون في نفس الوقت خطوات لتوسيع نطاق برنامجهم النووي ويضعون عقبات إضافية أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكل هذه الخطوات لا تندمج مع رغبتهم المزعومة في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. لذا من الطبيعي أن نكثف ونسرع دبلوماسيتنا في هذه الحالة حتى نتمكن من التشاور مع الحلفاء والشركاء وغيرهم من الأطراف في مختلف أنحاء العالم حتى نحدد كيفية التعامل مع هذه الأمور ونتفق على كيفية مواجهة الموقف الذي تتبناه إيران". وتابع حديثه خلال المؤتمر الصحفي أن "سبب تواجدنا أنا وفريقي في موسكو منذ فترة ليست ببعيدة وسفرنا إلى الخليج مؤخرا ومناقشة المسألة مع كافة دول مجلس التعاون الخليجي، ثم سفرنا إلى باريس للاجتماع بالمديرين السياسيين للدول الأوروبية الرئيسة الثلاث والذين يشاركون في المحادثات في فيينا، وذلك لتحقيق ثلاثة أهداف". أولا، الاستماع إلى آرائهم بشأن الوضع الراهن وتقييمهم له. وثانيا، مشاركة تقييمنا للسياق الحالي والوضع الذي نجد أنفسنا فيه. وثالثا وهو الأهم، مناقشة ما ينبغي القيام به في المستقبل، وعلينا أن ندرك أن هناك المزيد من الدبلوماسية المكثفة حول هذه الأهداف. وبين، أنه لا يتحدث باسم القادة والمسؤولين الذين التقي بهم خلال الأسبوع الماضي، ولكن في محاولة لتخليص ماحدث من مشاورات يمكن القول إن كافة من اجتمع بهم، سواء كانوا من المنطقة أو من أوروبا، "قد شاركونا قلقا عميقا ومتزايدا بشأن وتيرة التقدم النووي الإيراني واتجاهه، لا سيما في الوقت الذي أوضحت فيه الولاياتالمتحدة استعدادها للعودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة واتخاذ كافة الخطوات اللازمة للعودة إلى الامتثال". وقال إن موضع قلق الولاياتالمتحدة هو قلق إقليمي إلى حد كبير خصوصا أن إيران قد استأنفت أنشطتها النووية بطرق تثير أسئلة خطيرة جدا بشأن نواياها. ونوه إلى أن الانتخابات الإيرانية صعبت تفسير الوضع والاتجاه للقيادة الإيرانية. وقال "أعتقد أن كافة من تناقشنا معهم قد شعروا بالشيء عينه، ويشعرون أنه من الضروري استئناف المحادثات في فيينا وبطريقة بناءة في أقرب وقت ممكن. وأوضح أنه توجد الرغبة المشتركة لكافة من تحدث لهم في التنسيق عن كثب لمعالجة البرنامج النووي الإيراني وأنشطة إيران الإقليمية. مع تفضيل الخيار الدبلوماسي إلى حد بعيد في محاولة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة وإيجاد طرق لإشراك إيران اقتصاديا بما يتسق مع إمكانية رفع العقوبات إذا حدث ذلك. وأشار المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران أن دول مجلس التعاون والدول الأوروبية حددت 2 سيناريو أحدهما تكون فيه إيرانوالولاياتالمتحدة والأطراف الأخرى بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن +1 تأخذ مسؤولياتها على محمل الجد لإيجاد حلول للمسائل التي بقيت عالقة بعد الجولة السادسة من المحادثات في فيينا والتوصل إلى حلول عملية حتى تلتزم إيران بالقيود المفروضة على برنامجها النووي والتي وافقت عليها في فيينا في العام 2016، وترفع الولاياتالمتحدة العقوبات الاقتصادية التي تتعارض مع الاتفاقية التي تم التوصل إليها في العام 2016. والسيناريو الثاني يتيح لدول المنطقة تطوير علاقات اقتصادية أوثق مع إيران، وكذلك للدول الأوروبية، وقال "كان ذلك أحد الأهداف التي سمعنا من دول مجلس التعاون الخليجي أنها تسعى إليها"، ولكنهم قالوا أيضا إنهم لا يستطيعون القيام بذلك طالما أن إيران لم تعد للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة." وأكد أن الرئيس بايدن والوزير بلينكن قد قالا إنه لديهم أدوات أخرى في حال فشلت الدبلوماسية وستستخدم تلك الأدوات لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وهم يشددون على ذلك. وقال إن مسؤولا كبيرا من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، بين له أن كل يوم يمر وتؤجل فيه إيران أو تماطل أو لا تتخذ موقفا متسقا مع موقف تفاوضي عادل للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة هو يوم تحرم فيه من تخفيف العقوبات وبالتالي من الفرص الاقتصادية التي ستتيحها العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. "لذا كل يوم يمر هو يوم ضائع بهذا المعنى وهذه رسالة واضحة سمعناها من شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي". ومن خلال إجابته على سؤال، متى سيقفل الباب أمام الدبلوماسية، وقد استأنفت إسرائيل التدريبات على مهاجمة المواقع النووية في إيران. وهل هذا أحد الخيارات التي تأخذها الولاياتالمتحدة بعين الاعتبار أيضا؟ قال السيد مالي: لم يقفل الباب أمام الدبلوماسية ولن يغلق أبدا، نحن منفتحون دائما على الترتيبات الدبلوماسية مع إيران، و"نعتقد أنه لا يمكن حل هذه المسألة إلا بالطرق الدبلوماسية".. وبين المبعوث الأمريكي أنه لا يحدد الخطوات التي يمكن أن يتخذها بشكل مسبق، ولا يتفاوض بشكل علني. وعن موقف الحلفاء في المنطقة من المحادثات مع إيران قال السيد مالي: "أعتقد أنه كان ثمة دعم للمحادثات بالإجماع ودعم بالإجماع لجهودنا الرامية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والتوصل لاتفاق بشأن الامتثال المتبادل. لم نسمع أي اقتراح مختلف، ولم يكن ذلك بمفاجئ لأنني أعتقد أننا سمعنا ذلك لأشهر عدة". "ولقد أوضحوا أنه في حال تم اتباع هذا المسار الدبلوماسي وتمكنا من التوصل إلى اتفاق، فهم يريدون الانخراط بشكل أعمق مع إيران على الجبهة الاقتصادية. وفي أجابته على سؤال خوفاً أن تحذو إيران حذو كوريا الشمالية في التسعينيات قال "نحن مستعدون لأي شيء مع شعورنا بالقلق دائماً، وهناك خطوات بديلة نحتاج إلى اتخاذها لمعالجة التقدم النووي، ونحن نتخذ خطوات للرد على سلوك إيران العدواني في المنطقة ومواجهته وردعه، ونقوم بذلك مع شركائنا وسنواصل ذلك" وعن تعليقه على باقري إلى بروكسل. قال هو يستطيع التشاور مع الطرف الذي يريده، ولكن لا يمكن أن يحل ذلك محل المحادثات طبعا. في البداية، ولا ينبغي أن يكون ذلك بديلا عن المحادثات المباشرة مع الولاياتالمتحدة، ولو كان لإيران أي أسئلة بخصوص تخفيف العقوبات والتزام الولاياتالمتحدة بذلك، "نحن أفضل طرف للحصول على إجابات". و"نحن نعلم أن موقفهم ليس كذلك، ولكن يجب أن يتحدثوا ضمن الصيغة التي أنشأناها في فيينا على الأقل، فهذه هي الطريقة المناسبة للحصول على إجابات على الأسئلة التي قد تراودهم. لن يتمكنوا من الحصول على إجابات عن الأسئلة التي قد تراودهم حول تخفيف العقوبات التي يتوقعونها أو ما يسمونه الضمانات من خلال التحدث مع الاتحاد الأوروبي. ويثير ذلك أسئلة حول ما يقومون به." أما بالنسبة إلى موقف إيران القائل إنها تريد دليلا على حسن نية الولاياتالمتحدة، قال "لا أعتقد... لقد قالوا بوضوح إنهم لا يضعون أي شروط مسبقة لاستئناف المحادثات، والأمر سيان بالنسبة إلينا. لذلك نأمل أن يكون الحال كذلك وأنهم لا يسعون إلى قيام الولاياتالمتحدة بأي خطوات مسبقة، إذ لا نعتقد أنه ينبغي اتخاذ أي خطوات أمريكية لاستئناف المحادثات التي طالما قالت إيران إنها مستعدة للانخراط فيها. لذلك نأمل ألا يكون موقفهم كذلك." "وفي ما يتعلق بالتزامنا، أعتقد أننا أظهرنا منذ البداية ومنذ مشاركتنا في فيينا التزاما ثابتا بالعودة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، وكنا واضحين بهذا الشأن في المحادثات العلنية والخاصة، وقلنا إننا مستعدون لرفع كافة العقوبات التي لا تتسق مع التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة كجزء من العودة الأولية إلى الامتثال. وقيامنا بذلك أمر بديهي لأننا نعتبر أن خطة العمل الشاملة المشتركة مهمة ولن نتخلى عنها لأسباب مزيفة. نحن نبذل هذه الجهود لأننا نعتبر أن خطة العمل الشاملة المشتركة تخدم مصالحنا المشتركة ونريد العودة إليها". وأوضح. في قوله "نحن مستعدون لطي الصفحة، ولكن ينبغي أن تحذو إيران حذونا إذ ينبغي أن نعرف أن إيران ستتخذ خطوات للعودة إلى الامتثال للخطة فيما نتخذ نحن خطواتنا. لا يسعنا القيام بذلك بشكل أحادي، ولهذا نأمل أن يحصل بمجرد أن تصبح إيران جاهزة، وأن يكون ذلك عاجلا وليس آجلا، فالأمر يصبح أصعب مع مرور الوقت كما قلت وسيصبح من المستحيل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في مرحلة معينة. ولكننا نأمل أن يعودوا إلى الطاولة وأن نتمكن من إجراء مناقشات تظهر للطرفين حسن النية الرامية للعودة إلى الامتثال". وأكد مالي أنه لا يمكن أن يظل الباب مفتوحا إلى ما لا نهاية بالنظر إلى الوقائع الفنية لبرنامج إيران النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة. "لا يسعنا الانتظار مكتوفي الأيدي إلى الأبد إذا رأينا إيران تماطل عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية وتسريع الأمور عندما يتعلق الأمر ببرنامجها النووي". روبرت مالي المتخصص بالشؤون الإيرانية