تنطلق اليوم الثلاثاء النسخة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار، والتي ستعقد في الرياض حتى 28 أكتوبر الجاري، تحت شعار "الاستثمار في الإنسانية"، وستجمع أكثر من 2000 بعثة و5 آلاف مشارك بسبب المحدوديات والقيود التي تفرضها جائحة كورونا على العالم. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس: "إن النسخة الخامسة ستناقش كيفية الاستثمار في المياه النظيفة، والتعليم، والصحة العامة، والمساواة بين الجنسين، ومحاربة الفقر خاصة الدول التي لم تستطع الوصول إلى اللقاح". وقال: "نسبة الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في إفريقيا 1 %، ويجلب ذلك الشعور بالندم، ويجب أن نكون كرماء ومتشاركين وشموليين، وهذه التوجيهات التي حصلنا عليها من القيادة عندما أنشأنا المؤسسة"، ونوه برؤية المملكة 2030، ومجتمعها الحيوي من خلال تمكين الشباب والفتيات، وأثرها الإيجابي على الإنسانية. وبين ريتشارد أن القطاعات بجميع أنواعها بدأت بالعمل بشكل طبيعي بعد جائحة كورونا، وجميع القطاعات بحاجة إلى الاستدامة كونها من أهم العوامل، من خلال الاستثمار في الإنسانية، مؤكدًا أن برنامج المؤسسة يحث على ذلك. وقال ريتشارد أتياس:" لبناء الثقة تحتاج إلى وجود شركاء يعملون معك والأمر ليس سهلاً أن تقنع الشركات العالمية للانضمام إلى مبادرة مستقبل الاستثمار كشركاء استراتيجيين"، مفيدًا أن المبادرة ستطلق العديد من المبادرات في الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والحوكمة الاجتماعية والبيئة والتعليم، مبيناً أن العمل بدأ محلياً وعالمياً، والفكرة ولدت في المملكة وتم تسجيلها في الولاياتالمتحدة الأميركية وسيتم افتتاح مكتب في آسيا. وأكد، وجود شركاء عالميين ومنها شركات سعودية مثل شركة أرامكو السعودية ومعادن، إضافة إلى المشاريع مثل نيوم والعلا وجميعها ستحقق أثراً عالمياً، مؤكدًا أن المملكة مقبلة على مستقبل سياحي، معرباً عن سعادته أن يكون مديراً تنفيذياً لهذه المؤسسة غير الربحية، كونها تقوم بأعمال إنسانية، مقدماً شكره للشركاء الذين يستثمرون مبالغ كبيرة في مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار التي تعد من أكبر المبادرات العالمية. وأوضح الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن المؤسسة لديها منتجات وصلت إلى 60 صفحة من الأبحاث تم نشرها في الرعاية الصحية والاستدامة والفقر والحوكمة الاجتماعية والبيئية، ووفرت أفكار حلول لمشكلات كثيرة في القطاعات المختلفة تحديداً فيما يتعلق بالقطاع الصحي والاستدامة، مشيراً إلى أن الدول تزيد من إنفاق الناتج المحلي بنسبة 5 % في القطاع الصحي كجزء من الناتج المحلي وذلك يزيد معدل أعمار الإنسان بتسع سنوات وهذا إنجاز كبير، مفيدًا أنه خلال السنتين الماضيتين وبسبب الدراسات والأبحاث المكثفة كان هناك تزايد في الأبحاث في القطاع الصحي بشكل أساسي وهذا لم يحدث خلال العشرين سنة الماضية كون الاستثمار لم يكن كبيراً في هذا المجال، وتسعى المؤسسة إلى إلقاء الضوء على مثل هذه المجالات المهمة. وحول الحوكمة البيئية والاجتماعية، أوضح أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار تسعى إلى وضع منهجية جديدة أساسها تقييم الحوكمة البيئية والاجتماعية وبناء إطار عمل عادل وشامل وهو أساس المبادرة. وقال: "مجلس أمناء المؤسسة وضع نصب عينيه هدفاً ليكون لها صوت على موضوع الحوكمة الاجتماعية والبيئية بالنظر إلى أثرها الكبير والملموس في سوق الاستثمار، وعلى أثره تم القيام ببعض الأبحاث من خلال مراكز الدراسات والأبحاث والفرق المختلفة بهدف رفع الإنتاجية وأن نكون بنائين في التقديم". وأضاف: "مفهوم الحوكمة البيئية والاجتماعية هي إطار يقوم من خلاله المستثمرون والمديرون التنفيذيون لتقييم المخاطر التي تظهر لتكون لها علاقة بالبيئة واستخدام الموارد والعلاقات العمل"، مبيناً أن عملية الحوكمة والقيادة بشفافية تعمل على التعرف على هذه المخاطر وتساعد الشركات على أن تكون أقوى وأفضل مالياً. وبشأن الحوكمة البيئية فقد أوضح أن المؤسسة لديها مهمة وهي تحريك خطوط العمل، وأن نكون محققين أو فاعلين في الحوكمة البيئية الاجتماعية. من جهته، بين الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار راكان طرابزوني أن المؤسسة مستقلة وغير ربحية، وتدير الفعالية كنتيجة للاستثمارات في صندوق الاستثمارات العامة وتحت توجيهات سمو ولي العهد، مفيدًا أن المؤسسة تقوم بالعديد من الدراسات في الربوتات (الذكاء الاصنطاعي) والرعاية الصحية والاستدامة. وأكد أن المؤسسة تنظر إلى التوجهات الرئيسة في الاستثمار التي تساعد على إيجاد مستقبل أفضل للجميع، إضافة إلى الذراع الاستثماري، مبينًا أن المؤسسة لديها منصة خاصة بها تقدم جميع منتجاتها، وتنظم العديد من الفعاليات السنوية في جميع أنحاء العالم، وتعمل على الأمور المحسوسة والملموسة على أرض الواقع . فيما أفاد مدير عام إدارة الاستثمار في المؤسسة آنثوني باركلي من جانبه، أن المؤسسة تركز على الاستثمار في الجانب الإنساني، وتعمل على الفرص الاستثمارية الإيجابية للشعوب وللكوكب، مبرزاً أهمية استخدام التقنية في الاستدامة والرعاية الصحية والتعليم . وقال: "إن المملكة العربية السعودية تعمل على إبرام العديد من الاتفاقيات الاستثمارية في قطاع التقنية"، عادًا مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إحدى أهم الجهات الابتكارية، إذ تعمل على إيجاد حلول تقنية متقدمة في القطاع الزراعي، وبدأت المدينة في بناء محمية بالصحراء تعتمد على استخدام الطاقة الشمسية في توفير المياه، كما تستخدم الذكاء الاصطناعي لإجراء عملية جني المحاصيل العضوية، وتباع حالياً في الأسواق المركزية" . وأبان أن الذين يستخدمون التقنية في مجال الزراعة يهدفون إلى تحسين الإنتاجية وقطاع الإنتاج الزراعي، والمملكة تسير في تسارع كبير جداً، وتولي الشركات التي تستخدم التقنية اهتماماً كبيراً. وسيتم كشف تفاصيل كثيرة خلال الجلسة الأولى للمنتدى الذي سيعقد في الرياض خلال الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري، وسيشهد ذات اليوم اجتماعاً لمجلس الإدارة، كما ستشهد الجلسة كلمة لمعالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي الأستاذ ياسر الرميان، وعدداً من المتحدثين من دول العالم والشركات المشاركة. كما سيتم خلال هذه الجلسة، الإجابة عن سؤالكم حول كيفية الاستثمار في عدد من دول العالم وفي أي القطاعات؟، لنفهم كيف سيهتم المشاركون في المنتدى في ضخ الأموال؟ وفي أي المجالات؟ وكيف سيتم الاستثمار في المجالات الإنسانية؟، ولا يعرف أين سيضع الجميع أموالهم واستثماراتهم، ولكني أعلم أنهم سيستثمرون في مستقبل الإنسانية، وأعرف أنهم بدؤوا بالفعل كما صندوق الاستثمارات العامة الذي يستثمر في عدة مجالات وأهمها الرياضة والترفيه".