انطلقت صافرة النهاية لمباراة الدربي التي كانت دراماتيكية بكل معانيها وجميلة بمستواها الفني الذي أشاد به النقاد والمتابعون والمهتمون بكرة القدم الجميلة.. وانطلقت كالعادة أصابع الاتهام في كل اتجاه تبريراً وتبريداً لحرارة الهزيمة التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.. وفي لحظة تدوير هذه الاسطوانة المشروخة كالعادة قام اللاعب الخلوق والمهذب والصامت دوماً بقيادة الرأي العام وتوجيهه وتغيير قيمه ومبادئه التي كانت تؤيد حركات وتصرفات اللاعب الأسطوري «بيتروس» في المعسكر الأصفر من وجهة نظرهم، وجعلهم البليهي يتناقضون وينقلبون رأساً على عقب وأخرج من داخلهم شخصية العاقل حينما طعنهم بخنجر في دائرة السنتر.. البليهي «طبيب جراح» استخرج من داخلهم فساد النفوس والأفكار المتعفنة وطببهم وجعلهم يتجهون للغة العقل وشخصية العاقل التي نتمنى أن تكون مستمرة ودائمة ليرتاح الوسط الرياضي من الضجيج وأهله ودعاته وعشاقه.. البليهي في ملعب الجامعة أعطى درساً تاريخياً لن ينساه كل أصفر بصفته بروفيسوراً متخصصاً في استخراج السقم الأصفر وبصفته طبيبهم الجراح بامتياز.. كلمة شكر لا تفيك حقك أيها البرفيسور المتخصص، ومهما حاول البقية الباقية المعروفة بتناقضاتها الدائمة أن يضعوك في خانة الخطأ والخطيئة فإنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم على خطأ وأنك على صواب لكن هي عادة لا يتركونها يتخلون عنها لأنها مصدر رزقهم.. ستبقى خالداً ورمزاً في القلب الأصفر الذي تربعت ووقفت عليه منتشياً ومنتصراً وفخوراً بفريقك الذي حققت معه كل الأمجاد من الملعب لا المكتب.. ثقتك في نفسك وفي فريقك هي ثقافة توارثها جميع من ارتدوا قميص الهلال على مدى التاريخ وهي ثقة أفعال لا أقوال لأنك تتحدث باسم الهلال.. وصل الهلال للنهائي القاري من دون «الطبيب الجراح» بداعي الإيقاف لتراكم البطاقات ولكن الفريق الذي يصل لهذه المحافل قادر بإذن الله على الدفع بأطباء الامتياز الذين سيشرفون كرة القدم السعودية بعون الله وتوفيقه.. وفي الختام.. يقولون إن راية البليهي ستبقى ذكرى لمدة عشر سنوات وهي مدة إيجار الملعب، وأنا أؤكد أنها ستبقى على مدى التاريخ حتى لو وصلت ل119 سنة ضوئية.