يعتبر الترفيه أو الترويح عن النفس من الأمور الضرورية التي يحتاجها المرء في حياته، بهدف إدخال السعة والانبساط والسرور على النفس وإزالة المشقّة والتعب، وبالتالي تحقيق التوازن العقليّ والنفسيّ والبدنيّ للفرد وبشكل خاصّ عند زيادة الهموم والضغوط النفسيّة والإرهاق العصبي. ويشهد قطاع الترفيه في السعودية انتعاشًا كبيرًا ورؤية متطلعة إلى المستقبل، ويعمل على تقديم شكل جديد من وسائل الترفيه، وزيادة إنفاق الأسر السعودية على مجال الترفيه، وإيجاد بيئة تنافسية للمشغلين الإقليميين والدوليين، والتأثير الاجتماعي الإيجابي ونمو القوة السعودية الناعمة من خلال المواسم والفعاليات وإنتاج الأفلام ومن خلال العديد من برامج مبادرات الترفيه المتعددة. هيئة الترفيه ومنذ تأسيسها عملت على تنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة، وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة؛ لإثراء الحياة ورسم البهجة، فضلًا عن تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه المختلفة، وتعمل على توفير فرص ترفيهية شاملة ومتنوعة تتماشى مع المعايير العالمية، وإتاحتها في جميع أنحاء المملكة، فضلاً عن توفير خيارات تلائم كل شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين، وتناسب، كذلك، مستويات الدخل المختلفة، وتعزيز الروابط الاجتماعية؛ من خلال توفير فرص للعائلات والأصدقاء لمشاركة أوقاتهم الممتعة. وتساهم الهيئة في دعم الاقتصاد بالمملكة؛ من خلال المساهمة في تنويع مصادره، والمساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه، لم تقتصر هيئة الترفيه على جلب الأنشطة الثقافية والترفيهية إلى المملكة، والتعاون مع الفنانين والكثير من الفاعلين في المجال الرياضي والترفيهي والثقافي، والاستفادة من تجاربهم، ونهجت، في الوقت ذاته، نهجًا مختلفًا، تعمل من خلاله على تمويل رواد الأعمال والراغبين في إطلاق وتأسيس مشروعاتهم في هذا المجال. مثّل الترفيه إحدى الركائز الأساسية في رؤية 2030؛ حيث تهدف الحكومة لزيادة الإنفاق على هذا القطاع من 2.9% إلى 6% من إجمالي الإنفاق لعام 2030 والاستفادة من التجارب العالمية في إثراء المحتوى المحلي، وتعزيز ثقافة البهجة، وصنع فرص استثمارية مستدامة، وبناء مجتمع حيوي نابض بالحياة، تتوفر له كل الخيارات الترفيهية المتنوعة، والعمل على تمكين المملكة لتصبح مركزًا دوليًا للمناسبات والفعاليات الترفيهية الضخمة، وقاعدة مهمة للشركات والمواهب المرتبطة بصناعة الترفيه، وفتح آفاق لاستثمارات واسعة؛ من خلال بناء شراكات قوية لإنشاء وتطوير واستثمار جميع المنصات ذات الصلة بالمملكة، بما في ذلك المرافق والبنية التحتية، في ظل التطورات التنظيمية التي يشهدها القطاع. موسم الرياض هو أحد المنجزات الكبيرة لهيئة الترفيه؛ وهو مهرجان ترفيهي عالمي يقام في مدينة الرياض، ويهدف لتحويلها إلى وجهة ترفيهية سياحية عالمية، وفقا لأهداف برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية السعودية 2030. انطلق للمرة الأولى في العام 2019 واستقطب أكثر من 10 ملايين زائر، وينطلق موسمه الثاني اليوم 20 أكتوبر 2021 بعد توقفه عام 2020 بسبب جائحة كورونا، ويضم 7500 فعالية، من بينها 70 حفلة غنائية عربية، و10 معارض عالمية، و6 حفلات غنائية عالمية، إضافة إلى 350 عرضًا مسرحيًّا، و18 مسرحية عربية، و6 مسرحيات عالمية، كما يضم بطولة واحدة للمصارعة الحرة، ومباراتين عالميتين، و100 تجربة تفاعلية، إلى جانب 200 مطعم و70 مقهى.. والعديد من الفعاليات الأخرى. الترفيه هو ثقافة، ومن تلك الفعاليات سيتم صنع نموذج عالمي مميز لثقافة الترفيه السعودية، والتي حتماً ستكون مميزة بكل جوانبها سواء الاجتماعية أو الاقتصادية.. وحتماً القادم أجمل.