أكد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أن البرلمان سيظل شريكاً فاعلاً في خدمة المصالح العليا للأمة العربية، وجناحاً مُكملاً للدبلوماسية الرسمية العربية في الدفاع عن كافة القضايا العربية، وفي إطار تطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، وفي ظل تمادي ميليشيا الحوثي الإرهابية في جرائمها ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها ضد أبناء شعبنا اليمني، وخاصة الأبرياء من النساء والأطفال، واعتداءات هذه الميليشيا الإرهابية المستمرة ضد الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية والمطارات المدنية في المملكة العربية السعودية، طالب رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل وتحمل مسئوليته القانونية والأخلاقية، لوقف هذه الجرائم، وإنهاء الوضع المأساوي الذي يعيشه الأشقاء في مدينة مأرب ومديرية العبدية، محذراً في الوقت ذاته من أن استمرار حالة الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم ستشجع هذه الميليشيا على التمادي في جرائمها الإرهابية. وخلال كلمته في افتتاح الجلسة الأولى لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثالث ثمن العسومي الجهود المُخلصة والمُقدَرة التي تقوم بها المملكة ، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله ورعاهما، من أجل حل هذه الأزمة لإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق وتحقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار، مشيدا بعودة الحكومة اليمنية إلى العاصمة المؤقتة عدن، ومتمنين لها كل التوفيق والنجاح، وفي إطار الجهود العربية نحو تحقيق التنمية المستدامة، هنأ العسومي، المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعباً، بمناسبة إطلاق منتدى مبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والذي يؤكد ريادة المملكة في دعم الجهود الدولية نحو اتخاذ تدابير ملموسة لمكافحة التغير المناخي. وجدد العسومي تأكيده على دعم البرلمان العربي الثابت والدائم للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية والأولى للشعب العربي، مشيراً للتحركات التي اتخذها البرلمان مؤخراً بمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، ورؤساء البرلمانات الإقليمية، ومدير عام اليونسكو، بشأن الجرائم والانتهاكات الممنهجة للقوة القائمة بالاحتلال في المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف، وفي ضوء التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية والتي أسفرت عن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى ، أكد "العسومي"، متابعة البرلمان العربي لهذه الأوضاع بقلق بالغ، داعياً كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس وتجنب العنف والتصعيد، منعاً لدخول البلاد في حلقة مفرغة من المواجهات الطائفية، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار الداخلي. وفي إطار التطورات الخاصة بالأوضاع في دولة ليبيا، أكد العسومي على دعم البرلمان العربي الكامل للأشقاء الليبيين، داعياً الليبيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادهم إلى التكاتف وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، والمضي قدماً نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لتحقيق التوافق الوطني وتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي والحفاظ على أمن وسيادة الدولة الليبية، كما أكد دعم البرلمان العربي لجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في حماية أمنهما المائي ورفض المساس بحقوقهما القانونية والتاريخية في مياه نهر النيل، مجددا مطالبة البرلمان العربي لدولة أثيوبيا بالانخراط بجدية وبإرادة سياسية صادقة في المسار التفاوضي، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على النحو الوارد في البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي، الذي صدر مؤخراً في هذا الشأن. وفي إطار تطورات المسار الديمقراطي في الدول العربية، ثمن رئيس البرلمان العربي إتمام ونجاح الانتخابات النيابية التي شهدتها بعض الدول العربية مؤخراً، والتي كان البرلمان العربي حريصاً على متابعة ومراقبة بعض هذه الاستحقاقات السياسية، فور تلقيه الدعوة لذلك، وثمن التطور المتنامي في منظومة حقوق الإنسان بمملكة البحرين، خاصة في ضوء التوجيهات الملكية السامية، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله ورعاه، بالبدء في وضع الآليات التنفيذية اللازمة لتبني برنامج مراكز الإصلاح والسجون المفتوحة، والذي يمثل نقلة نوعية رائدة، ونتاج فكر متحضر ومستنير في مجال تعزيز حقوق الإنسان في مملكة البحرين، وأشار العسومي لجهود البرلمان العربي على الصعيد الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنه تم تدشين شراكات مؤسسية جديدة مع كبرى المنظمات البرلمانية والدولية، حيث تم توقيع اتفاقية هي الأولى من نوعها مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة، كما أشار إلى أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، لبدء تعاون مؤسسي مستدام في مجالات عديدة. كما كان البرلمان العربي هو أول منظمة برلمانية إقليمية تشارك في تنظيم القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب، التي عقدت مؤخراً بالنمسا، بالشراكة مع الأممالمتحدة والاتحاد البرلماني الدولي. ومن أجل تفعيل المبادرة الخاصة بتنظيم ملتقى الحوار العربي، كآليةٍ جديدة لمناقشة كافة القضايا والهموم العربية، أعلن رئيس البرلمان العربي عن تشكيل المجلس الاستشاري العربي، الذي يتكون من كوكبة من القيادات والخبرات العربية المتميزة في مجالات عديدة، لإدارة هذا الملتقى، والمساهمة في إيجاد الحلول البرلمانية العربية الناجعة لما تواجهه أمتنا من تحديات، كما أعلن عن إنشاء مجموعة عمل برلمانية رفيعة المستوى معنية بالعلوم والتكنولوجيا، والتي ستتسق في عملها مع المجموعة المناظرة في الاتحاد البرلماني الدولي بهدف ربط وإدماج العلم وتوظيف الابتكار والتكنولوجيا في العمل البرلماني.