صعدت أسعار النفط مرة أخرى أمس الاثنين لتواصل مكاسبها لعدة أسابيع، حيث لا تظهر أزمة طاقة تعصف بالاقتصادات الكبرى، أي مؤشر على التراجع وسط انتعاش في النشاط الاقتصادي وتقييد الإمدادات من كبار المنتجين. وبحلول الساعة 0656 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت 1.20 سنت، أو 1.5٪، إلى 83.59 دولارا للبرميل، بعد أن ارتفع بنحو 4٪ الأسبوع الماضي. وصعد النفط الأمريكي 1.46 دولار أو 1.8 بالمئة إلى 80.81 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ أواخر 2014. وصعد الخام الأمريكي 4.6 بالمئة حتى يوم الجمعة. وارتفعت الأسعار مع خروج المزيد من السكان الذين تم تلقيحهم من عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، مما يدعم انتعاش النشاط الاقتصادي، مع تقدم خام برنت لمدة خمسة أسابيع والخام الأمريكي لمدة سبعة أسابيع. كما ارتفعت أسعار الفحم والغاز مع تعافي الاقتصادات، مما جعل النفط أكثر جاذبية كوقود لتوليد الطاقة، مما دفع أسواق النفط الخام إلى الارتفاع، بحسب مسح رويترز اليومي. وقال كلفن وونج، محلل السلع الأساسية لدى "سي ام سي ماركيت" في سنغافورة: "لا يوجد تدفق أخبار مباشر، والتحركات مدفوعة بالزخم حيث تدعم العوامل المتداخلة التي تدل على ارتفاع التضخم المتوقع بالحركة الصعودية في أسعار النفط". وفي الهند تعاني بعض الولايات من انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الفحم، بينما في الصين، أمرت الحكومة عمال المناجم بزيادة إنتاج الفحم مع ارتفاع أسعار الطاقة. تثير أزمة الطاقة التي تجتاح العالم احتمالية الشتاء الشمالي الصعب مع ارتفاع الطلب على التدفئة. وقالت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع يوم الجمعة إن مديري الصناديق زادوا صافي مراكزهم الطويلة في العقود الآجلة للخام الأمريكي والخيارات في الأسبوع المنتهي في الخامس من أكتوبر. وقالت اللجنة إن مجموعة المضاربين زادت مراكز العقود الآجلة والخيارات مجتمعة في نيويورك ولندن بواقع 8902 عقد إلى 325578 عقدا خلال هذه الفترة. وتستفيد شركات الحفر في الولاياتالمتحدة من الزيادة في الأسعار وأضافت خمسة آبار نفطية جديدة الأسبوع الماضي، وهي الزيادة الأسبوعية الخامسة على التوالي في منصات النفط والغاز. وقالت آي إن جي إيكونوميكس في مذكرة "سيكون هناك اهتمام من السوق بمراجعات الطلب التي سيتم إجراؤها في ضوء توقعات زيادة الطلب بسبب تحويل الغاز إلى النفط". وقالت بلاتس وسعت العقود الآجلة للنفط الخام من توجهها الصعودي حتى منتصف الصباح في آسيا في 11 أكتوبر بسبب تشديد توقعات العرض، كما أن تقرير الوظائف الأمريكية الذي جاء أضعف من المتوقع يخلق رياحًا معاكسة محتملة للتغير المتفائل في السياسة النقدية الفيدرالية الأمريكية. وفي الساعة 10:25 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0225 بتوقيت جرينتش)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت لشهر ديسمبر بمقدار 78 سنتًا للبرميل (0.95٪) عن الإغلاق السابق عند 83.17 دولارًا للبرميل، في حين بلغ عقد الخام الحلو الخفيف في بورصة نايمكس لشهر نوفمبر 1.18 دولار للبرميل (1.49٪) أعلى عند 80.53 دولارا للبرميل. وقال محللو أبحاث السوق من "يو او بي" في مذكرة 11 أكتوبر: "تجاوزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 80 دولارًا للبرميل "8 أكتوبر" للمرة الأولى منذ نوفمبر 2014 وسط أزمة طاقة عالمية بينما حافظ منتجو أوبك + على انضباط الإمدادات". فيما قال محللو أبحاث "ايه ان زد" في مذكرة 11 أكتوبر: "ارتفع النفط الخام وسط انتعاش أوسع في قطاع الطاقة مع استمرار المخاوف من قوة الطلب ونقص العرض في السيطرة على السوق. وأظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة في 8 أكتوبر أن الوظائف غير الزراعية في الولاياتالمتحدة ارتفعت بمقدار 194.000 وظيفة في سبتمبر، متراجعة من زيادة قدرها 366.000 في أغسطس، وأقل بكثير من توقعات السوق بزيادة قدرها 500.000. وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط بشكل متناقض بعد التقرير، حيث قد يضيف النمو الضعيف رياحًا معاكسة في السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، كما قال المحللون. وقال محللو "تي دي سيكورتيز"، في مذكرة: "جاء تقرير الوظائف أقل بكثير من التوقعات، مشككًا في توقيت التقليل التدريجي الجيد لشهر نوفمبر، فضلاً عن تخفيف بعض الحماس بشأن زيادات الاحتياطي الفيدرالي في عام 2022". وأضاف محللو تي دي للأوراق المالية: "إن أسواق الطاقة تتعزز عند الطرف العلوي من نطاقات التداول الأخيرة حيث أصبح عامل الخوف ومخاطر الذيل الأيمن أكثر ترسخًا مع اقتراب أشهر الشتاء مما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا وآسيا".