تدور عجلة الحياة ليمر الإنسان خلالها بعدد من المحطات، تبدأ بالطفولة وصولاً إلى الدراسة، ثم التخرج والعمل وتشكيل أسرة، وفي كل هذه المراحل يمر الإنسان بمعلمين كثر سواء في دراسته أو في حياته يستذكرهم عند حلول أي مناسبة مثل يوم المعلم الذي صادف يوم الخامس من أكتوبر، وللأمانة لم يطرأ في بالي معلم تعب معي منذ طفولتي حى الآن إلا والدي -حفظه الله- خير معلم لي وخير مربٍّ.. تعلمت من والدي خير الصفات، ولجأت له في دراستي كلها من الابتدائية حتى الجامعة.. والدي ليس معلمي في الدراسة فقط إنما خير معلم حتى في الحياة. أثناء دراستي كلها كنت ألجأ إلى والدي حتى في أبسط الأمور.. اذكر منها مواقف قليلة: أذكر يا والدي عندما كنت في الابتدائية ترتب لي الإذاعة المدرسية، كنت تقول: "لا تحطين دخلنا البستان وقطفنا وردة"، كانت تنرفزك هذه العبارة، وكنت كل مرة أسمعها في المدرسة أبتسم لأنها تذكرني بك.. وفي دراستي الجامعية كنت ألجأ لك دائماً؛ أذكر أول يوم لي اتصلت بك وأنت في عملك لأني فعلاً لم أستطع وضع الجدول وساعدتني فيه، كنت ترتب جدولي للجامعة في سنواتي كلها، تجتهد لي ليكون عندي يوم راحة.. وبعد الجامعة التحقت بإحدى الدورات وقالت لنا المدربة اكتبوا خطاباً ولديكم فقط 10 دقائق وخرجت.. حاولت للأمانة وما استطعت فاتجهت لمنقذي ومعلمي، واتصلت بوالدي وفي غضون ثوانٍ كان يعطيني العناصر والتوجيهات وأنا أكتب المقال وكان خطاباً رائعاً.. وغيرها الكثير سواء في أمور التعليم أو الحياة بصفة عامة ولكن لا يسعفني الوقت ولا المساحة لكتابتها.. الآن أنا في حياة جديدة؛ وإلى الآن وأنا أتعلم من معلمي الأول دروساً في الحياة.. والدي أنت معلمي الأول وحبيبي دائماً.. اللهم احفظ سندي وضلعي الثابت.