استضاف البرنامج الثقافي بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2021 المقام في واجهة الرياض مساء الجمعة 8 أكتوبر 2021 ندوة "جنون وشجون عالم المسرح" والتي شارك بها كل من المخرج فطيس بقنة والفنان سامي الزهراني والكاتب صالح زمانان فيما أدارها محمد الموسى. وأكد المشاركون في الندوة ان المسرح رغم الظروف التي مرت به على مدى سنوات طويلة، إلا أنه لا زال يقاوم تلك التحديات من خلال العاملين فيه الذين بذلوا الغالي والنفيس ليضمنوا استمراريته، من خلال الخروج من النمطية والبحث عن الحداثة والتي يعارضها البعض لرفضهم التجديد بالشكل المسرحي. في البداية تحدث المخرج فطيس بقنة عن أبرز محطات تجربته في العمل المسرحي كمخرج والتي حرص من خلالها على تقديم اعماله بطريقة مختلفة عن الشكل التقليدي الذي يعتمد على الديكورات الخشبية، وآليه تغييره بين المشاهد والتي تستنزف الجهد والوقت، مقررا الاستفادة بشكل أكبر من التقنيات الحديثة المتوفرة، وهو ما جعله يتصدى لإخراج العديد من المحافل المسرحية الكبيرة في الجنادرية وسوق عكاظ والتي تتضمن عروضا على مسارح مفتوحه باستخدام مجاميع كبيرة، وتقنيات متطورة. وتطرق الفنان سامي الزهراني في مشاركته ل"جنون المسرح" من جهة العاملين فيه والمتلقين، مشيرا إلى وصف الجماهير للأفكار غير التقليدية والأداء والرؤية المبهرة بالمجنونة تعبيرا عن إعجابهم الشديد بذلك العرض. كما تحدث عن ذاكرة الجماهير التي بنيت من خلال العروض الكلاسيكية للمسرح المصري والكويتي، وهو ما جعلهم يرفضون في كثير من الأحيان أي أفكار ورؤى جديدة للعروض المسرحية. وأكد الكاتب صالح زمانان خلال مشاركته أن التراث يعد من أهم مصادر استلهام الأفكار المسرحية سعوديا وعربيا وعالميا، وذلك خلال ورقته المعنونة ب""ديناميكية التراث وتطوره في المسرح: حلم الهمذاني لمحمد العثيم أنموذجًا". واستشهد بالعديد من العروض المسرحية السعودية المستوحاة من التراث والتي انطلقت من عند "جميل بثينة" لحسن سراج عام 1942م، مرورا بتجربة احمد عطار في مسرحيته "الهجرة" عام1947م، لتتوالى التجارب المسرحية التاريخية في "غرام ولادة" لحسن سراج 1962م وغيرها. واسترسل زمانان بشكل مفصل من خلال حديثه عن تجربة الكاتب المسرحي الراحل محمد العثيم، والذي استلهم في العديد من أعماله التراث العربي والسعودي، مشيرا إلى أن مسرحية "حلم الهمذاني" التي كتبها العثيم عام 1996م، إيمانا منه للفن الأصيل في "مقامات بديع الزمان الهمذاني"، ليضمنها بالعناصر الدرامية لإيصال رسائله التي استشرفت العديد من قضايا الساحة العربية والدولية التي يعيشها المجتمع في العصر الحالي.