سنوات العمر الذهبية

عندما تسأل أي إنسان عن ما شعوره حيال تقدمك في العمر فإنه بالنسبة للبعض سؤال غير مرغوب فيه لارتباطه ثقافياً بالنظرة الاجتماعية للأعمار وبمتغيرات نفسية كالشعور بالوحدة والاكتئاب وبعدم القدرة والفعالية.
اليوم تلك المفاهيم والمصطلحات حول الشيخوخة والمسنين تغيرت وحل محل العمر المرتبط بالسنين ما يسمى بالعمر النفسي؛ وهو كيف ينظر الإنسان إلى عمره من الناحية النفسية، وكيف تبدو نظرته إلى نفسه لاسيما أن الدول بدأت تخطط بشكل مختلف وتخرج من إطار وصمات العمر إلى الأدوار الإيجابية التي من الممكن أن يلعبها في أي مرحلة عمرية.. وعلى ضوء ذلك وضعت الدول توقعات عالية لمتوسط الأعمار، فقد توقعت دراسة دولية كبيرة أن يزيد متوسط العمر في كثير من البلدان بحلول العام 2030 وأن يتجاوز 90 عاماً في بعض الأماكن. وأشارت الدراسة إلى أن الأمر سيتطلب من صناع السياسة مزيداً من الجهد للتخطيط، لذلك رجحت الدراسة أن يكون متوسط العمر المتوقع في كوريا الجنوبية هو الأعلى في العالم بحلول العام 2030، ويتوقع أن تكون الولايات المتحدة الأقل من حيث متوسط العمر في البلدان المتقدمة. ورجحت أن يبلغ متوسط العمر فيها 79،5 عاماً للرجال و83،3 عاماً للنساء، وهو ما يشبه التوقعات بالنسبة لبلدان متوسطة الدخل مثل كرواتيا والمكسيك. وأكدت رؤية المملكة 2030 أن متوسط العمر المتوقع للفرد ارتفع خلال العقود الثلاثة الماضية من 66 عاماً إلى 74 عاماً، وأن من أهداف الرؤية زيادة العمر المتوقع إلى 80 عاماً.
اليوم تغيير طريقة تفكيرنا في الشيخوخة يبدأ بتغيير الطريقة التي نتحدث بها عن الشيخوخة، فقد كانت مكافحة الشيخوخة نموذجًا للجمال منذ الثمانينات، عندما كان يحلم بها أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال الإعلانات لبيع المنتجات للنساء الأكبر سنًا، واليوم لم يعد الناس منشغلين بالتجاعيد فقد أصبحت البشرة المتألقة هي المقياس الجديد، وتحولت نظرة اليأس حول التقدم في العمر إلى الاتجاه بمراعاة العوامل البيئية ونمط الحياة مثل المناخ والشمس والتلوث والنظام الغذائي والتوتر، وقد يعكس هذا التغيير أيضًا النهج الشامل الذي يتبعه الناس الآن تجاه الصحة والعافية مع إيلاء اهتمام أكبر للعقل والجسد والروح أكثر من مظهر الجسد.
اليوم لا يوجد وصف "نمطي للشخص المسن، فبعض من يبلغون من العمر 80 سنة يتمتعون بقدرات بدنية وعقلية مماثلة لقدرات كثيرين ممن تبلغ أعمارهم 20 سنة، وقد يعاني آخرون من تراجع في قدراتهم البدنية والعقلية في سن أصغر كثيراً.. وعلى ضوء ذلك أصبح التوجه الدولي الآن إلى دعم مفهوم السنوات الذهبية للمتقدمين في العمر أو أصحاب الشعر الرمادي لأصحاب الخبرات من الناحية العمرية.