وطني العزيز .... اليوم الموافق 23 سبتمبر لعام 2021م، قررت أن أعترف وأبوح لك بكل ما تختزله ذاكرتي عنك، وعن ماذا تعني لي، ومدى شعوري بانتمائي لك، سأخبرك ماذا تعني لي ذرات ترابك، وكم لفح وجهي هبوب صيفك الحارقة، فقد نشأت في بادية، وعندما يشتد السافي، اتشبث بالأوسط، والأوسط هو عمود خشبي يسند بيت الشعر الذي نشأت وترعرعت فيه، خوفاً من أن يقتلعني السافي من شدته، فأنا يا وطني، أشبه لحد كبير نخيلك، وصحراءك، وجبالك وسهولك، كل شيء فيك يعني لي شيئا. وطني العزيز ... لا أعرف من أين أبدأ سأحاول تذكر التفاصيل، في ذلك اليوم من عام 1984 كنت حينها قد بلغت 6 سنوات وحان وقت الذهاب إلى المدرسة، لقد كانت لحظة مبهرة في كل تفاصيلها ابتداء من فرحة الثوب الأبيض والحذاء الجديد وقلم رصاص ودفتر وحقيبة في غاية الجمال، لقد نامت تلك الحقيبة معي في فراشي في تلك الليلة التي سبقت أول يوم لي بالمدرسة، وأثناء وقوفي في ساحتها، سرت قشعريرة في كل جسدي وأنا أستمع لأول مرة لصدى صوت الطلاب والمدرسين وهم يصدحون بالنشيد الوطني، سارعي للمجد والعلياء. وطني العزيز. سارت الأيام بسرعة لأصل للمرحلة المتوسطة وأثناء ذهابي مع خالي لمزرعته قام بتشغيل راديو السيارة لتأتي قشعريرة أخرى عندما صدح طلال مداح بكلمات مصطفى بليلة في أغنية، (وطني الحبيب روحي وما ملكت يداي فداهُ وطني الحبيب وهل أحب سواهُ). وطني العزيز ... لا أعرف سر الرابط الداخلي بين حبي لك والأغاني فكلما أسمع شيئا يخصك يغشاني الفرح والسرور والذكريات وتغمرني مشاعر الفخر والاعتزاز فأنتِ بلادي منار الهدى ومهد البطولة عبر المدى عليها ومنها السلام ابتدآ. وطني العزيز .. سأواصل حبك وحب من يحبك وغرس حبك في فؤاد أبنائي وسأتغنى بإنجازاتك بنجاحك بتقدمك وتطورك وسأتمنى دوما مستقبلا مشرقا لك فأنت وطن الأوفياء، وطن النجباء، وطن الأبطال، وطن الكرامة والفخر والعزة وسأبقى أردد (يا بلادي واصلي والله معاكِ واصلي والله يحميكي يحميكي إله العالمين). *محرر فني سابق مشعل العنزي