استقبل صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في ديوان الوزارة بالرياض، أمس، معالي وزير خارجية جمهورية النمسا الاتحادية ألكسندر شالنبرج. وجرى خلال الاستقبال بحث فرص التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية وسبل تنميتها في المجالات المختلفة وخاصة في ضوء رؤية المملكة 2030، وتعزيز التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين الصديقين، كما ناقش الجانبان أبرز التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا والمندوب الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا. من جهة أخرى عقد سمو وزير الخارجية مع نظيره وزير خارجية جمهورية النمسا الاتحادية ألكسندر شالنبرج، وذلك في مقر وزارة الخارجية بالرياض. وأشار سموه في بداية المؤتمر الصحفي إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والنمسا تمتد نحو 64 عاماً، واتسمت بالتعاون الجيد والإيجابي على مختلف الصعد وعلى الأخص الاقتصادية منها. ولفت سموه إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الخارجية في المملكة والوزارة الاتحادية للشؤون الأوروبية والدولية النمساوية في عام 2011م بشأن المشاورات الثنائية السياسية، معبراً في هذا السياق عن أمل المملكة أن يكتسب نمط العلاقة بين البلدين مزيداً من الزخم. وأكد سمو وزير الخارجية أن اللقاء مع وزير الخارجية النمساوي يأتي استكمالاً لنهج التشاور والتنسيق والتعاون بين البلدين الصديقين، وقال: "استعرضنا الفرص التي توفرها رؤية المملكة 2030، ومبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، لتفعيل مساهمة بلدينا في تحقيق المستهدفات التنموية والبيئية العالمية". وبين سموه خطورة استمرار ميليشيا الحوثي في رهانها على الخيارات العسكرية في اليمن، ورفضها لمبادرات السلام، واعتداءاتها المستمرة على المنشآت المدنية والاقتصادية، وتهديدها للملاحة الدولية، واستعمالها لمعاناة الشعب اليمني الشقيق كورقة للابتزاز والمساومة. وجدد الأمير فيصل بن فرحان موقف المملكة في التطورات الأخيرة في أفغانستان، بالقول: "عبرت عن رأي المملكة العربية السعودية في ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الأفغاني، والأمل في أن تتكاتف الجهود الدولية للمساهمة في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت". وفيما يخص ملف المفاوضات النووية المتعثرة في فيينا بين إيران ودول (5+1)، قال سمو وزير الخارجية: "تبادلنا الآراء أيضاً حيال ملف المفاوضات النووية المتعثرة في فيينا بين إيران ودول (5+1)، حيث أكدت موقف المملكة العربية السعودية الداعم للجهود الدولية الرامية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وقلقنا البالغ من التجاوزات الإيرانية التي تتناقض مع ما تعلنه إيران من سلمية برنامجها النووي". وعن الكشف عن وثائق هجمات 11 سبتمبر، قال: "إن كافة الوثائق الأميركية أكدت عدم تورط المملكة في تلك الاعتداءات الإرهابية"، مؤكّداً على أنّ السعودية شريكة في مكافحة الإرهاب، وستعمل دوماً مع حلفائها في هذا المجال. من جانبه، قال وزير خارجية النمسا: "إن السعودية من أهم الشركاء الاقتصاديين لبلاده في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن المملكة تقوم بدور محوري ومهم في المنطقة، ونشجع عمليات التطوير التي تشهدها السعودية. وأضاف: "ناقشنا خلال المباحثات مع الأمير فيصل بن فرحان، ومنها الملف النووي الإيراني وتأثيره في المنطقة والوضع في أفغانستان"، مثمناً مبادرات المملكة حول السلام في اليمن، وقال: إن "مبادرة السعودية الخضراء خطوة مهمة". وحول إيران، قال الوزير النمساوي: "لم نرَ مؤشرات إيجابية من إيران بشأن الملف النووي، ونأمل في استئناف المفاوضات النووية مع إيران في فيينا"، مطالباً أن تتوقف الاعتداءات الحوثية على المدنيين، مشيراً إلى أنّ المملكة قدمت مبادرة استراتيجية لوقف إطلاق النار في اليمن، وأنها حريصة على وقف الحرب في اليمن. وعن الوضع في أفغانستان، قال: "نحذر من ازدواجية طالبان بين الأفعال والأقوال". الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية النمساوي خلال المؤتمر الصحفي