كرم الله الإنسان بالعقل وجعله قادراً على فهم وتحليل الظواهر والعلوم.. ولكنه بالوقت نفسه لم يسمح له بفهم أو تفسير بعض العلوم كعلم الروح يقول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) .. الروح هي واحداً من العلوم الميتافيزيقية «علم ما وراء الطبيعة» ذلك العالم الخفي الذي لا يستطيع العقل البشري أن يدرك منه شيء.. إلا ما أذن الله به.. نحن جزء من ذلك العالم الخفي وبالطبع عندما نكون جزءا من شيء فإننا نكون على تواصل معه كيف؟ الجواب: نعم نحن نتواصل مع ذلك العالم الخفي عن طريق اللاوعي، نرسل ونستقبل، وأنا هنا لكي أتحدث عن ما نستقبله من ذلك العالم الخفي.. هذا هو الجزء المهم.. الرسالة الميتافيزيقية.. ما هي وكيف نستقبلها وكيف ندركها؟ أرى أن الرسائل الميتافيزيقية تكون على نوعين: النوع الأول: في حالة اللاوعي، والنوع الثاني: في حالة الوعي.. لنتحدث قليلاً عن النوع الأول.. الكل يعلم أنه عند النوم نستقبل رسائل عن طريق الأحلام.. وتلك الأحلام تنقسم إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول: أضغاث الأحلام.. وهي عبارة عن ما كنت تفكر به قبل النوم «نسيج العقل الباطن» أو ما تأثرت به أثناء النوم، كأن تقع أشعة الشمس على جبينك أثناء النوم وتحلم أن هنالك حريقاً.. وقد ذكر هذا النوع في القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: (قالوا َأضغاث أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بتأويل الأَحلامِ بِعالِمينَ)، أي أحلام متداخلة مضطّربة لا تفسير لها.. وعندما تستيقض قد لا تتذكر إلا جزءا بسيطا منها وهي لا تتكرر.. النوع الثاني من الأحلام هي: أحلام مزعجة تستيقض وأنت منزعج أو خائف، وهذه الأحلام من علاماتها أنها لا تتكرر بنفس الصيغة لأنها من عمل الشيطان، وقد ذكر في الشريعة الإسلامية أن من مهام الشيطان هو أن يحزن الذين آمنو.. النوع الثالث: لا يسمى حلم بل هو رؤيا وهي من الرسالة الميتافيزيقية في حالة اللاوعي وهي من الله وهي على نوعين إما أن تكون تبشيرية أو تحذيرية ومن علاماتها هي أنه عندما تستيقض تتذكر تفاصيلها جيداً وتشعر أنها تحمل لك رسالة من الله وقد تتكرر هذه الرؤى في أكثر من منام.. أما الرسالة الميتافيزيقية أثناء الوعي فسوف أضرب مثالا للتعميم وليس للتخصيص.. لنفترض أن هناك إخوان وقد تخاصما وتدابرا لأكثر من ثلاثة أيام. فإن الأخ الأصلح منهما سوف تأتيه رسائل من كل مكان تدعوه إلى أن يتصالح مع أخيه وتكون هذه الرسائل إما عن طريق خطبة الجمعة أو أن يشاهدها صدفة بالتلفاز أو على جميع أنواع التواصل الاجتماعي.. ولن يدركها إلا أولى الألباب.