حين يمتزج صوتك مع اللحن، تكون الكلمات شجية ذات معنى، فالكلمات وحدها لا تصنع الفوارق، وإنما انظر من أي لسان تنطق؟ وكيف ترتب بحدة وقوة؟ وإن كان فيها من الألم فسوف تصلك بكامل البرود لقلبك، فمن ينطقها يدرك حجمها، ووقعها على مسمعك بكامل الانبهار، الجسد وحده لا يصنع الظل الذي يستظل به الآخرون، ولكن الفروع اليانعة هي من تتمدد وتتخذ من أشعة الشمس ساتراً لها، حتى تغلق الفراغ وتكسوه ظلاً، وكي يستريح الجسد على وسادة قد شكلته ومنها وإليها يعود، حياتك وقصرها ما بين حرفين: كُن فيكون، يجب عليك أن تشكلهما بكامل الحياء والعمل بصدق مع طلب النية والشمول فيها بالمحبة. حين يظلم كل ما حولك، فانظر في داخلك مجدداً قد يسطع في قلبك النور، إن الله ينظر إلى قلوبنا ويعلم ما فيها من قول، ولكنه حين يلهمك الدعاء يريدك أن تستشعر لذة المناجاة والإلحاح في الطلب وانتظار الفرج بصبر وطمأنينة. قف، ونادِ بعلو صوتك، أو بهمس فكلاهما مسموع، المهم أن تظن خيراً، فالرحمة سوف تشملك حين تظن خيراً، ويأتيك يقيناً يربت على قلبك بطمأنينة وصفاء محبة وسلام.