اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، مع نهاية الأسبوع المنصرم على الالتزام بسياسة يوليو للإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج القياسية بإضافة 400 ألف برميل يوميًا شهريًا إلى السوق. ومع ذلك، قامت المجموعة بتعديل توقعاتها للطلب لعام 2022 بالزيادة وتواجه ضغوطًا أميركية لزيادة الإنتاج بسرعة أكبر. وقال كبير المفاوضين الروس، ألكسندر نوفاك: إن أوبك+ حققت هدفًا يتمثل في إزالة فائض النفط من السوق العالمية، ومن المهم الآن الحفاظ على توازن السوق. وقالت إدارة معلومات الطاقة: إن مخزونات البنزين بالولاياتالمتحدة ارتفعت بمقدار 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي. وكان المحللون يتوقعون انخفاضاً بمقدار 1.6 مليون برميل، ويمكن أن يؤدي ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا إلى تقليص الطلب في الولاياتالمتحدة في الأسابيع المقبلة، إلى جانب الانخفاضات الموسمية المعتادة بعد تراجع موسم القيادة الصيفي. وقال بوب يوجر -مدير العقود الآجلة للطاقة في "ميزوهو" في نيويورك-: "جاء بناء البنزين في الوقت الذي أغلقت فيه العاصفة الاستوائية هنري حركة المرور على الساحل الشرقي والتي كانت ضربة كبيرة لموسم القيادة الصيفي". وقالت إدارة معلومات الطاقة: إن القفزة في مخزونات البنزين جاءت حتى مع تجاوز المعروض من المنتجات، وهو مقياس للطلب، 22 مليون برميل يومياً للمرة الأولى على الإطلاق. وانخفضت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 7.2 ملايين برميل الأسبوع الماضي إلى 425.4 مليون برميل. وكان المحللون يتوقعون تراجعاً بمقدار 3.1 ملايين برميل، ومن المتوقع أن تظل أسعار الخام الأميركي تحت الضغط مع تعافي إنتاج النفط والغاز البحري في خليج المكسيك تدريجيًا، لكن محللين قالوا: إن إحياء مصافي التكرير في لويزيانا التي أغلقها الإعصار "إيدا" قد يستغرق أسابيع. وقالت أربعة مصادر: إن من المرجح أن تلتزم أوبك وحلفاؤها بسياستهم الحالية المتمثلة في الزيادات التدريجية في إنتاج النفط على الرغم من أن المنظمة عدلت توقعاتها للطلب في 2022 وما زالت تواجه ضغوطا أميركية لزيادة الإنتاج. واتفقت المجموعة في يوليو على إلغاء تخفيضات الإنتاج القياسية تدريجياً بإضافة 400 ألف برميل يومياً شهرياً إلى السوق. وقال أحد المصادر قبل محادثات يوم الأربعاء: "ستبقي أوبك+ على الأرجح على الاتفاق الحالي". وقال مصدر في أوبك+ إن اجتماع وزراء أوبك+ الرئيس من لجنة المراقبة، الذي يسبق عادة الاجتماع الرئيس، انتهى يوم الأربعاء في أقل من 30 دقيقة ولم يقدم أي مقترحات لتعديل السياسات الحالية. وراجع خبراء أوبك+ توقعات نمو الطلب على النفط في 2022 إلى 4.2 ملايين برميل يومياً، ارتفاعاً من 3.28 ملايين برميل يومياً في السابق، مما قد يعزز الحجة لزيادة الإنتاج في المستقبل، وتبدو التوقعات لعام 2022 متفائلة بناءً على بيانات عام 2021، وتتوقع أوبك+ نمو الطلب بمقدار 5.95 ملايين برميل يوميًا هذا العام بعد انخفاض قياسي بنحو 9 ملايين برميل يوميًا في عام 2020 بسبب الجائحة، لكن الطلب زاد بنحو 3 ملايين برميل في اليوم فقط في النصف الأول من عام 2021. وقالت أمريتا سين -المؤسس المشارك لمركز أبحاث "إنرجي أسبكتس"-: "إن الطلب مخيب للآمال بالنسبة للتوقعات العالية ولا تزال هناك رياح معاكسة، خاصة في آسيا، ونتوقع فقط أن يرتفع الطلب إلى مستويات 2019 في النصف الثاني من عام 2022". دعت الولاياتالمتحدة إلى زيادات أسرع للإنتاج من قبل أوبك+ حيث تم تداول خام برنت القياسي فوق 72 دولارًا للبرميل، بالقرب من أعلى مستوياته في عدة سنوات. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الذي يتولى سياسة أوبك+ لموسكو: إن إجراء أوبك+ للحد من الإنتاج قد تعامل مع فائض السوق، وقال: إنه مقتنع بأن الطلب سيكون قوياً هذا العام والمقبل. وقال نوفاك للصحفيين "من المهم الآن الحفاظ على هذا التوازن ومزامنة الإنتاج والطلب مع انتعاش السوق".