رغم قرار الهيئة العامة للطيران المدني بالسماح لشركات الطيران باستخدام السعة المقعدية الكاملة داخل مقصورة الطائرة في الرحلات الداخلية، اعتباراً من اليوم 1 سبتمبر، فإنه لا تزال شركات الطيران تُسعر رحلاتها الداخلية بالأسعار المرتفعة قبل قرار رفع الطاقة الاستيعابية، السعة المقعدية الأسبوعية لرحلات طيران السعودية الداخلية مع التباعد الاجتماعي كانت 245 ألف مقعد، وستصبح بعد قرار السماح باستخدام كامل السعة المقعدية ما يزيد على 372 ألف مقعد، ومع ذلك لو حجز الراكب رحلته في يوم 1 سبتمبر سيجد أن السعر لم يتغير عن سعر 31 أغسطس وربما يكون أعلى، أسعار الرحلات الداخلية قبل جائحة كورونا كانت تتراوح بين 350 ريالاً إلى 600 ريال ذهابًا وعودة بين جدة والرياض، الآن الرحلة نفسها تصل أسعارها إلى أكثر من 1300 ريال، وهي أعلى سعراً من بعض الرحلات الدولية، التي تقطع مسافات أطول واستهلاك وقود أكثر وتدفع رسوماً وضرائب في المطارات الدولية أعلى، وكذلك مصاريف للوجبات الغذائية على الدرجتين، إذا كان مبرراً للشركات في السابق رفع أسعارها بسبب تقليص السعة المقعدية، فإن استخدام السعة المقعدية الكاملة في الرحلات الداخلية يحتم على شركات الطيران العودة إلى الأسعار ما قبل الجائحة وتخفيف التكاليف الباهظة للتذاكر التي تحملها الركاب طوال الفترة الماضية، وكذلك تطبيق سياسة الأسعار الرخيصة للحجوزات المبكرة وإمكانية إلغاء أو تعديل مواعيد الرحلات برسوم منخفضة، سياسات التسعير لبعض شركات الطيران مجحفة والتي تُلزم الراكب إما باستخدام التذكرة أو فقد قيمتها. إن وجود وسائل نقل داخلية بأسعار مقبولة وعادلة سوف تحفز السياحة الداخلية وتحرك الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، الدول المتقدمة سياحيًا نجحت في تنشيط السياحة من خلال توفير وسائل نقل متعددة وخيارات متنوعة وأسعار تذاكر تصل إلى أرقام متدنية جداً للحجوزات المبكرة، وهذا يساعد السائح على التخطيط المبكر للإجازات وتخفيض مصاريف الرحلات، أما ما تقوم به شركات النقل الجوي في المملكة فهو يتضارب مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنمية السياحة الداخلية.