تعمل المصافي شمال شرق وجنوب شرق آسيا على الحد من مشترياتها من النفط الخام في الوقت الذي تتصارع فيه مع ارتفاع مخزونات النفط، بينما كثفت فيتنام جهودها لبيع أكبر قدر ممكن من الخام وسط عمليات تكرير محلية منخفضة، مما وضع ضغوطًا هبوطية على فروق الأسعار للعديد من درجات الخام الحلو المتداولة في السوق الآسيوية. وشهدت درجات النفط الخام في الشرق الأقصى الروسي انخفاض أقساطها الفورية إلى أدنى مستوياتها في 11 أسبوعًا، حيث كان العملاء الرئيسيون في الصينوكوريا الجنوبية مترددين إلى حد كبير في شراء شحنات النفط الخام الفورية بسبب الارتفاع الكبير في مخزونات الخام والمنتجات النفطية في الأسابيع الأخيرة وسط طلب المستهلك الفاتر على الوقود، وتم تقييم خام سوكول الروسي الخفيف من الشرق الأقصى بعلاوة 2.85 دولار للبرميل على تقييمات خام دبي للشهر الأمامي في 19 أغسطس، وهو أدنى فارق منذ 2.55 دولار للبرميل في 11 مايو. في دورات التداول القليلة المقبلة، حيث يهدف العملاء الرئيسيون لهذه الدرجة في كوريا الجنوبية إلى خفض مخزوناتهم من الخام المرتفعة الحالية، وفقًا لمصادر تداول وإدارة المواد الخام في شركتين رئيسيتين للتكرير في كوريا الجنوبية. وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة النفط الوطنية الكورية الحكومية ارتفاع مخزونات النفط الخام في كوريا الجنوبية بنسبة 7.8 ٪ على أساس سنوي إلى 44.2 مليون برميل في يونيو، مقارنة ب 41 مليون برميل قبل عام، وكان مخزون يونيو هو الأعلى أيضًا منذ 48.44 مليون برميل في أكتوبر 2020. واضطرت مصافي التكرير المستقلة في الصين إلى خفض مشترياتها من الخام الحلو حيث لا يزال قطاع التكرير الخاص يواجه نقصًا في حصص استيراد الخام، في حين أن حصص تصدير المنتجات النفطية المحدودة وتباطؤ الطلب المحلي على الوقود الاستهلاكي، أدى أيضًا إلى تراكم مخزونات نواتج التقطير المتوسطة الزائدة. ونتيجة لذلك، شهد خام "إسبو بليند"، أهم المواد الخام لمصافي التكرير المستقلة الصينية، انخفاض فرق السعر إلى أدنى مستوى في 4 أشهر. وأظهرت بيانات "بلاتس" أنه تم تقييم الدرجة المتوسطة في الشرق الأقصى الروسي الحلو بعلاوة 1.75 دولار للبرميل لخام دبي في 25 أغسطس، بانخفاض قدره 2 دولار للبرميل من أعلى مستوى في 2021 عند 3.5 دولارات للبرميل في 17 يونيو. أما درجات جنوب شرق آسيا الحلوة الخفيفة، يمكن أن تثقل محاولة فيتنام اليائسة لتفريغ الإمدادات الفائضة من النفط الخام بشكل كبير على مختلف علاوات أسعار النفط الخام في جنوب شرق آسيا خلال الدورات التجارية القليلة المقبلة، وأظهرت أحدث بيانات جمارك فيتنام، بأنها صدرت 303061 طنا متريا أو 71659 برميلا يوميا من الخام في يوليو بزيادة 14.5 بالمئة على أساس سنوي وبنسبة 32.4 بالمئة عن يونيو. وتهدف فيتنام إلى زيادة صادرات الخام إلى 90 ألف برميل في اليوم أو أكثر خلال الأشهر المقبلة بسبب الانخفاض الحاد في متطلبات المواد الأولية بين المصافي المحلية، التي تتطلع إلى خفض إنتاج نواتج التقطير المتوسطة بعد مبيعات وقود النقل الكئيبة في الداخل، وفقًا لمصادر في "بتروفيتنام" المملوكة للدولة. وبناءً على ذلك، فإن شركة "بي في أويل"، الذراع التجارية لشركة "بتروفيتنام"، كانت في موجة بيع للنفط الخام، وباعت مؤخرًا شحنة 300 ألف برميل من خام "سو تو دين" للتحميل من 1 إلى 7 أكتوبر وشحنة مماثلة من خام "تشم ساو" للشحن خلال 12 - 16 أكتوبر، وفقًا لتجار خام منخفض الكبريت في سنغافورة. وتراجعت فروق الأسعار لخامات "كيماني" و"لابوان" و"كيكي" الرئيسية في ماليزيا إلى أدنى مستوياتها في 7 أسابيع في الأسبوع المنتهي في 27 أغسطس، بينما شهد خام "بانيو يوريب" الإندونيسي انخفاض علاقته الفورية مقابل خام برنت المؤرخة إلى 1.45 دولار للبرميل في 25 أغسطس، من 2.1 دولار للبرميل في 21 يوليو. تراجع الطلب على اللقيم في إندونيسيا، وقالت مصادر تجارية إن ارتفاع مخزون البنزين في إندونيسيا ينذر بالسوء بالنسبة لأسعار الخام الخفيف والمكثفات الإقليمية. ووصلت مخزونات البنزين في البلاد إلى أعلى مستوى لها في 7 أشهر في الآونة الأخيرة وسط طلب المستهلك الضعيف، حسبما قال مصدر تسويق نواتج التقطير المتوسطة في شركة "بيرتامينا" التي تديرها الدولة، دون تقديم حجم محدد، وتعد إندونيسيا مشترياً منتظمًا للخامات الخفيفة الحلوة من ماليزيا وبروناي وفيتنام، في حين أن شركة "اندوتاما" التابعة للأولى التي تشغل جهاز تقسيم 100.000 برميل في اليوم، تشتري بانتظام المكثفات الأسترالية لمزج البنزين.