أكتب هذا اليوم عن ما يجول بقلب كل من يقرأ هذا المقال.. عن الصورة الذهنية الذاتية، ماهي؟ وكيف تؤثر بحياتنا بشكل كبير؟.. فالكثير من الناس يميل إلى الخلط بين الصورة الذاتية ومفهوم الذات، إذ يتشابه المصطلحان جداً؛ لذا فإنَّ الالتباس الحاصل فيما بينهما غير مستغرب، رغم وجود فارقٍ مهم بينهما، وهو: أنَّ مفهوم الذات مصطلحٌ أوسع بكثير، ويتعلق بكيفية رؤيتك وتفكيرك وشعورك تجاه نفسك؛ بينما تُعدُّ الصورة الذاتية جزءاً ممَّا يشكله المفهوم الأوسع للذات، وهي الكيفية والطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا، لا كيف ننظر أو نفكر أو نشعر تجاه أنفسنا. ترتبط صورتك الذاتية بطريقة رؤيتك لنفسك داخلياً وخارجياً على حدٍّ سواء لكلٍّ منَّا طريقته المختلفة للنظر إلى نفسه، حيث يثق بعضنا بنفسه، وبأنَّه يملك قدرات تتجاوز بكثير قدرات الآخرين الأقلَّ ثقة بأنفسهم وبقدراتهم. والعكس صحيح المشكلة تكمن بأن الإنسان ينظر لنفسه باستعمال ذاكرة العقل الباطن.. ولنتعرف عليها فيجب أن نشببها بكاميرا الفيديو التي تصور بذاكرة سعتها 140 سنة بل أكثر من ذلك، لماذا ذاكرة العقل الباطن تشكل مشكلة على الصورة الذهنية؟.. لأن العقل الباطن يتذكر جيداّ كل ما يؤلمك في الماضي ويجمع أمام عينيك كل المواقف التي خذلت فيها ويجعلك ترى نفسك بصورة مهزوزة حتى يبرز ذلك في كل موقف يحتاج إلى شجاعة في المستقبل لتفقد فيه ثقتك بنفسك. صورتنا الذاتية من حيث إنَّها ليست ثابتةً بأيِّ حالٍ من الأحوال؛ فهي تتكيف وتتطور مع تقدمنا كأفراد، ومن خلال تفاعلاتنا مع الآخرين ما الحل اذاً؟.. الحل هو أنك عندما تمر على ذهنك صورة سلبية من الماضي يجب أن لا تجعلها تمر مرور الكرام يجب أن تجعل هذه الصورة تتوقف أمام عينيك وأن تحولها إلى صورة إيجابية، كيف؟ إذا ضرب المثال فهم المقال، مثلاً عندما تأتيني صورة ذهنية من الماضي متمثلة في المدرسة الابتدائية والمعلم يوبخني لأني لم أحصل على درجة مثالية في مادة العلوم.. يجب عليّ أن لا أجعل هذه الصورة تهز ثقتي بنفسي وتمضي.. يجب أن أستوقفها قليلاً وأقول لها "أنا لم أحصل على الدرجة المثالية ولكني نجحت في مادة العلوم في ذلك العام" حينها بدلاً من جعل تلك الصورة تهز ثقتي سوف أشعر بالفخر والاعتزاز. يجب أن نتعلم ذلك مهما بلغنا من العمر، ويجب أن نعلّم ذلك أطفالنا ونؤسسهم عليه.. الصورة الذهنية مهمة ليس فقط من أجل تحسين الصحة النفسية. بل من أجل تحسين المستقبل وجلب كل ما هو خير. لأنها تجعلك تنظر للحياة نظرة متفائل فيغير الله القدر لأنك أحسنت الظن به، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله -عز وجل- قال: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله".