قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي - في خطبة الجمعة - المسلم في هذا الزمان بأشد الحاجة إلى الذكر لما كثر من الفتن واعترى القلوب من الغفلة، ولما أصيبت به البصائر من الشهوات والشبهات، والأهواء ولما كثر من الاغترار بزخرف الدنيا وزينتها، وينبغي أن يقتني المسلم من كتب الأذكار ما يبصره وينفعه ويعمل به. وأضاف : أمركم الله سبحانه وتعالى بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه "، وعن زيد بن أسلم قال موسى : " يارب قد أنعمت علي كثيرا فدلني على أن أشكرك كثيرا "، قال : " اذكرني كثيرا فإن ذكرتني كثيرا فقد شكرتني وإذا نسيتني فقد كفرتني ". وقال : لقد ناداكم الله تبارك وتعالى باسم الإيمان أعظم صفة للإنسان بأن تتوسلوا إليه بصالح الأعمال وتحفظوها من المبطلات فقال سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون "، والوسيلة جميع الطاعات فعلا للأوامر وتركا للنواهي، والوسيلة تعم وسائل الطاعات كلها وتشملها جميعا، الباب الجامع للخيرات والمنجي من العقوبات والأشمل لطرق الصالحات والحصن من الموبقات هو ذكر الله تبارك وتعالى، وهو يكمل الفرائض والواجبات ويجبر النقص في العبادات، ويعظم معه ثواب الحسنات وتمحي به السيئات. وأضاف : الذكر يزكي الأعمال ويكمل نقصها ويدرك به صاحبه ما فات ويمحو الذنوب، الذكر خفيف على اللسان ثقيل في الميزان ولا يعطى ثماره ولا تزكو به القلوب وتصلح به الأعمال والحياة إلا بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله وأفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم فهو المتضمن لجميع المحامد لرب العالمين وذكر النعم، ومعنى ذكر الله سبحانه هو الثناء على الرب جل وعلا بالتهليل والتكبير والتحميد والتسبيح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكثرة الاستغفار وكثرة الدعاء، والصلاة والسلام على النبي من الذكر.