يجتاح حريق الأحد منطقة أفيلا في وسط إسبانيا ما أدى إلى إجلاء نحو 600 شخص في وقت تشهد البلاد موجة قيظ نجم عنها على الأرجح تسجيل حرارة قياسية في هذا البلد بلغت 47,4 درجات مئوية وفق بيانات موقتة. واندلع الحريق صباح السبت قرب منطقة نافالا كروث شمال غرب مدريد وقد أججته معدلات الحرارة المرتفعة جدا التي تسجل في إسبانيا منذ الأربعاء ورياح زادت سرعتها عن 70 كيلومترا في الساعة، على ما أفادت سلطات مقاطعة كاستيّا إي ليون. وقال المدير العام للتراث الطبيعي والسياسة الحرجية في الحكومة المحلية خوسيه أنخيل ارانث إن الحريق أتى على مساحة "تزيد بقليل على خمسة آلاف هكتار". ويشارك أكثر من 500 من عناصر الانقاذ مدعومين بوسائل جوية في احتواء الحريق الذي ارغم سكان خمس بلدات على مغادرة منازلهم. وتواجه إسبانيا حريقا آخر أقل انتشارا في اثويبار في منطقة فالنسيا في شرق البلاد أدى مساء السبت إلى إجلاء سكان المنطقة المعنية وقد أتى حتى ظهر الأحد على 500 هكتار تقريبا. وكتب رئيس الوزراء الإسباني في تغريدة "اتضامن مع السكان الذين تم إجلاؤهم". وأتت الحرائق نتيحة موجة القيظ التي تجتاح البلاد منذ الأربعاء وسجلت خلالها درجات حرارة مرتفعة جدا. وسجل المستوى القياسي المطلق للحرارة في هذا البلد السبت مع 47,4 درجات في مونتورو في مقاطعة قرطبة الاندلسية (جنوب) وفق وكالة الأرصاد الجوية الحكومية. وقال الناطق باسم وكالة الأرصاد الجوية الحكومية روبين ديل كامبو الأحد "هذه أعلى درجة حرارة مسجلة في إسبانيا" مشيرا إلى أنها بيانات موقتة سيتم التحقق من صحتها خلال الأيام المقبلة. وتجاوزت درجة الحرارة هذه التي سجّلت السبت عند الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي، درجة الحرارة القياسية السابقة المسجلة في 13 تموز/يوليو 2017 في المنطقة نفسها. بعد فترة وجيزة، بلغت الحرارة 46,9 درجات مئوية في مطار قرطبة. وتتواصل موجة القيظ الأحد في إسبانيا حيث تجاوزت الحرارة 45 درجات مئوية في الكثير من المناطق. وتعزى درجات الحرارة هذه التي تتجاوز المعدلات الموسمية الى حد بعيد، إلى وصول كتلة من الهواء الحار من شمال إفريقيا، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية. وبين عامَي 2011 و2020، سجلت إسبانيا ضعف موجات الحر التي سجلتها في كل من العقود الثلاثة الماضية. ويعتبر العلماء أن موجات الحر المتكررة هي نتيجة لا لبس فيها للاحترار المناخي ويعتقدون أنها ستصبح أشد وأطول وأكثر تكرارا.