تواصل الإدارة الأميركية العمل خلف الكواليس لإعادة فتح قنصليتها في القدس، وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أمس الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يتم طرح القضية في اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الأميركي جو بايدن، والمتوقع نهاية الشهر الجاري. وجرى تأجيل مشروع قانون طرحه عضو الكنيست نير بركات (الليكود)، الذي يمنع إعادة فتح القنصلية. ووفقًا للقانون الذي اقترحه بركات، فإن الدولة لن تفتح أو تعيد بعثة دبلوماسية في القدس تخدم كيانًا سياسيًا أجنبيًا. وبما أن القصد من القنصلية هو خدمة الفلسطينيين، فإن القانون سيمنع وزير الخارجية الإسرائيلي الموافقة على افتتاحها. في المقابل ومن أجل الحفاظ على وجود حكومة بينيت لابيد،لا يُتوقع من حكومة بايدن أن تضغط على الحكومة، أو تقدم مطالب صارمة إليها حتى تصادق على الميزانية في الكنيست. وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض: "الإدارة تدرك أن الميزانية هو معيار لبقاء الحكومة لذلك، حتى تتم الموافقة عليها، لا ننوي إحداث صدمات من شأنها أن تعرض وجودها للخطر". وأضاف أن الرغبة الأميركية في عدم عودة نتنياهو لمنصب رئيس الوزراء، وأن مشاركة الأحزاب اليسارية والائتلاف في التحالف هي أسباب تعاطف إدارة بايدن. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن خلال زيارته لإسرائيل قبل نحو شهرين، أن الولاياتالمتحدة تعتزم إعادة فتح القنصلية في القدس التي أغلقتها إدارة دونالد ترمب. من جهة ثانية ادعت مصادر عسكرية وسياسية إسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، طلب من ضباط كبار بتقليص حالات إطلاق النار على فلسطينيين في الضفة الغربية، إثر استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا في جرائم الجيش، منذ مايو الماضي، وأن مسؤولين في المستوى السياسي انتقدوا قائد المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، تمير يدعي، بسبب سلوك قواته وتحسبوا من أن ذلك سيؤدي إلى تصعيد في الضفة الغربية. وعقد كوخافي اجتماعا مع ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى، وطلب منهم العمل من أجل تقليص حالات إطلاق النار على فلسطينيين في الضفة الغربية، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس الثلاثاء. وجاء ذلك في أعقاب استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفي الأسابيع الأخيرة بشكل خاص. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي الذين انتقدوا قائد المنطقة الوسطى وضباطا فيها، قولهم إن سلوكهم في الأشهر الأخيرة من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد في الضفة، وأدعو أن ذلك "سيمس بالجهود التي تبذلها الحكومة من أجل المساعدة في إنعاش اقتصادي وسلطوي للسلطة الفلسطينية". وأشار مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أنه في الأشهر الأخيرة "عمل ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى، في عدة مناسبات، بشكل يمكن أن يشعل الضفة"، حسب الصحيفة. وبدأت موجة اعتداءات المستوطنين في أعقاب مصادقة جيش الاحتلال على إقامة البؤرة الاستيطانية "إفياتار" في أراضي جبل صبيح قرب نابلس. وقالت الصحيفة إن نقاشا دار بين الجيش والشرطة الإسرائيليين حول الجهة التي صادقت على إقامة هذه البؤرة. وفي أعقاب إقامة البؤرة الاستيطانية في أراض بملكية فلسطينية، دارت مواجهات عديدة، استشهد فيها خمسة فلسطينيين. ولاحقا، صادق قائد لواء غور الأردن، بتسلئيل شنايد، لمجموعة من المستوطنين بالمبيت في موقع عسكري مهجور في الغور، رغم أنه كان يعلم بنية المستوطنين إقامة بؤرة استيطانية في المكان، وفق ما أكدت الصحيفة. وفي موازاة ذلك، صعّد جيش الاحتلال من استخدام بنادق من طراز "روجر" خلال مواجهات في الضفة، أثناء العدوان على غزة في مايو الماضي. وقالت الصحيفة إن التقديرات تشير إلى أن العدد الأكبر من الشهداء الفلسطينيين سقطوا من جراء استخدام هذه البنادق.