أطلق حزب الله الجمعة عشرات الصواريخ من جنوبلبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في تصعيد وصفته الأممالمتحدة بأنه "خطير"، وردت عليه إسرائيل بقصف مدفعي على وقع توتّر تشهده المنطقة الحدودية منذ يومين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ التي أطلقها حزب الله، مؤكداً عدم رغبته بالتصعيد على الحدود، بموازاة إعلان استعداده لذلك. ودعا الجيش الإسرائيلي لبنان إلى الحد من نفوذ "حزب الله" في أراضيه، وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه في "تويتر" أمس، "حان الوقت لينهي لبنان مرحلة احتلال حزب الله لقراراته. نحن لن نقبل الاعتداء على سيادتنا وأمننا". وهذه هي المرة الأولى التي يتبنّى فيها حزب الله، المدعوم من إيران، استهداف مواقع إسرائيلية، منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019. وأعلن حزب الله في بيان إنه عند الساعة 11,15 دقيقة من قبل ظهر الجمعة ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات من الحزب بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم. وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في المنطقة الحدودية في جنوبلبنان عن دوي انفجارات، تبعها تصاعد أعمدة دخان من منطقة مزارع شبعا، قبل أن ترد القوات الإسرائيلية بقصف مدفعي عنيف على المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن "أكثر من 10 صواريخ أطلقت من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية... منظومة الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ"، بينما سقطت الأخرى في مناطق غير مأهولة. وفي وقت لاحق، أفاد عن شن ضربات في لبنان رداً على إطلاق الصواريخ. وأدّى الرد الإسرائيلي، وفق مصور فرانس برس، إلى اندلاع حرائق في مناطق حرجية. وضع خطير جداً وحذرت قوات الأممالمتحدة المؤقتة العاملة في جنوبلبنان (يونيفيل) الجمعة من "وضع خطير جداً" على وقع التصعيد. وأعلنت في بيان أن "قواتنا رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردًا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطير جداً"، وحثت "جميع الأطراف على وقف إطلاق النار". وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمنون شيفلر لصحافيين "لا نرغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكننا بالطبع مستعدون لذلك". وأضاف "سنعمل ما هو مطلوب". وبعد وقت قصير من القصف باتجاه اسرائيل، أوقف عدد من المواطنين الراجمات التي أطلقت منها الصواريخ، وفق ما أفاد مصدر عسكري وحزب الله. وفي شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مواطنون من سكان قرية شويا ذات الغالبية الدرزية في منطقة حاصبيا وهم يحيطون بشاحنة أقلت عدداً من الراجمات بعد اتمام مهمتها. واتهم عدد منهم حزب الله باطلاق النار من مناطق سكنية. وقال المصدر العسكري لفرانس برس إن الجيش "سحب الراجمة". والخميس، شنّت القوات الإسرائيلية للمرة الأولى منذ سنوات غارات جوية على جنوبلبنان رداً على إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاهها، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أكد الجيش الإسرائيلي أن آخر غاراته الجوية المعلنة على لبنان تعود للعام 2014 ووقعت في أعقاب تبادل لإطلاق النار شهدته المنطقة الحدودية. واستهدفت تلك الغارات الحدود مع سورية. ولم تستهدف إسرائيل بغارات جوية منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجنوباللبناني. ويعود آخر توتر عسكري بين الطرفين إلى العام 2019 حين استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية في هجوم قال إنه رد على هجومين "إسرائيليين" ضدّه في سورية ولبنان. إلى ذلك قال رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، أن الوضع عند الحدود مع إسرائيل خطير جدا ويشكل "تهديدا غير مسبوق لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701"، مضيفا في تغريدة على تويتر "استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه".