استهدف صاروخان محيط السفارة الأميركية في بغداد فجر الخميس، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس، في هجوم يثير الخشية من استمرار ضرب المصالح الأميركية في العراق رغم الاتفاق بين بغدادوواشنطن على إنهاء "المهمة القتالية" للجنود الأميركيين في البلاد. وسقط صاروخان من نوع كاتيوشا قرب سفارة الولاياتالمتحدة في بغداد فجر الخميس، وفق ما أفاد المصدر الأمني، موضحاً أن الهجوم لم يتسبب بضحايا أو أضرار. في الوقت نفسه، أكدت القوات الأمنية "سقوط صاروخ من نوع كاتيوشا خلف جامع الرحمن في منطقة المنصور ببغداد". والمنصور حي سكني قريب من المنطقة الخضراء. وأعلنت خلية الإعلام الأمني الرسمية في تغريدة فتح تحقيق بالحادثة التي لم تخلف "خسائر تذكر"، مضيفةً أن الصاروخ انطلق "من منطقة شارع فلسطين" البعيد نحو 13 كلم عن منطقة المنصور. ورأت أن "هذا الفعل الخارج عن القانون "يشكّل "تهديدا للمواطنين داخل الأحياء السكنية الآمنة". ويتزامن الهجوم مع عودة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من واشنطن بعد زيارة تمّ فيها الاتفاق على انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة في العراق بحلول نهاية العام، في خطوة نددت بها فصائل عراقية موالية لإيران، غالباً ما تحملها واشنطن مسؤولية الهجمات التي تستهدف مصالحها. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين لدى استقباله الكاظمي في البيت الأبيض أنّ الولايات المتّحدة ستباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع هذا البلد. وقال بايدن "لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة" في العراق لكنّ "تعاوننا ضدّ الإرهاب سيتواصل حتّى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها". وأوضح أنّ "دور" العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على "تدريب" القوّات العراقيّة و"مساعدتها" في التصدّي لتنظيم داعش، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بالعديد. واعتبرت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران بعضها منضو في الحشد الشعبي، في بيان الأربعاء أن الانسحاب الذي أعلنت عنه بغدادوواشنطن "ليس حقيقياً". وأوضح الباحث السياسي ورئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري، لفرانس برس أن "استمرار عمليات الاستهداف بصواريخ أو طائرات مسيرة للبعثة الدبلوماسية الأميركية أو للقوات الاستشارية الموجودة، قد يهدد الاتفاق" بين الطرفين حول إنهاء "المهمة القتالية". وأضاف أن تلك الهجمات قد تسهم في "إظهار الحكومة على أنها غير قادرة على حماية تلك القوات ويفتح الباب أمام هجمات مقابلة وبالتالي أمام مناخ من الإرباك الأمني".