للمكتبات مع أصحابها قصصٌ ومواقف وطرائف وأشجان تستحق أن تروى، "الرياض" تزور مكتبات مجموعة من المثقفين، تستحث ذاكرة البدايات، وتتبع شغف جمع أثمن الممتلكات، ومراحل تكوين المكتبات.. في هذا الحوار الكُتبي نستضيف الكاتب أ. فالح عبدالعزيز الصغير للحديث حول مكتبته التي تحتوي على العديد من كُتب الدراسات والبحوث والرواية والقصة والتفسير، إضافة إلى كُتب التاريخ والأدب، والعديد من المجلات والصحف، كما تضم عدداً من اللوحات الفنيّة التي ازدانت بها المكتبة. منهجيَّتي في القراءة تقسيم الكتاب وفق عدد صفحاته * في أيِّ مرحلة تعرَّفتَ على الكتاب؟ * في المرحلة المتوسطة، كانت البداية بتشجيع من والدي -رحمه الله- حين أهداه صديقه كتاباً عبارة عن رسالة حصل من خلالها على الدكتوراه، أعطاني الكتاب وشجعني على قراءته، من هنا بدأت العلاقة تترسخ بيني وبين الكتاب، علاقة ودّ قوية تصاعدت مع مرور الوقت، إضافة إلى قرب سكني -الظهران- من أرامكو، كنت دائماً ما أذهب إلى مكتبتها مشياً على الأقدام في تلك المرحلة، كذلك وجود مكتبة تجارية يحرص صاحبها على توفير الكُتب ذات العناوين الجاذبة، وكنت أوفر من مصروفي لشراء كتاب، وأحرص على المحافظة عليه، حيث تتوفر في مكتبتي منها منذ ذلك الوقت واعتز بها، واعتبرها جزءاً مُهماً في حياتي. القراءة وتنظيم الوقت أهم من اقتناء الكتاب * هل تستطيع تحديد بدايات تأسيس مكتبتك المنزليَّة؟ * منذ بدايات مبكرة وتحديداً في المرحلة المتوسطة كانت بداية التأسيس، كانت الكُتب مبعثرة هنا وهناك، خوفاً من فقدانها، وبدأت بالفعل في ترتيبها لكنها حتى الآن تحتاج إلى فهرسة، لأنها ليست في مجال واحد إنما في كل المجالات. نعيش زمن الكتاب الإلكتروني.. والورقي باقٍ هكذا تعلمت القراءة المختلفة، ليس شرطاً أن أقرأ الكتاب مرة واحدة، قد يكون على دفعات حتى لا يكون حاجز بيني وبينه، وكي أستطيع قراءته، وأضع خطة للقراءة، وأعتبر هذا شيئاً مهماً كي لا انقطع عنها، ويمكن أن يتم تقسيم الكتاب حسب عدد صفحاته، إذا كان مثلاً (300) صفحة تبدأ القراءة بثلاثين صفحة، ثم تزداد حتى يكتمل وهكذا. لا أنصح بإعارة الكُتب خشية فقدانها * ماذا عن معارض الكُتب، ودورها في إثراء مكتبتك؟ * معارض الكتاب لها دور كبير في إثراء مكتبتي، منها معارض: الرياض، والبحرين، والشارقة، والكويت، والقاهرة، وقد شاركت من خلال معرض الرياض في توقيع بعض كتبي، منها رواية: «يمرون بالظهران، والمرفوض، وأسرار علي حامد قصص قصيرة، ولذة قصص قصيرة جداً». * ما أبرز المنعطفات التي رافقت نموَّ مكتبتك الشخصية؟ * منعطفات متعددة، كان للوالد -رحمه الله- دور في تشجيعي على الاقتناء والقراءة، ليس مهماً الاقتناء فقط إنما القراءة وتنظيم الوقت لذلك، لأنها متعة إذا تعوّد الإنسان عليها إضافة إلى الفوائد المعروفة الأخرى التي لا تخفى على الجميع. * هل تحتفظ في مكتبتك بمخطوطات؟ * المخطوطات الحصول عليها نادر، وإذا وجدت عند شخص، نصيحة لا تذهب للإعارة، بالمناسبة لا تعر أحداً كتاباً مُهماً لأنه بصراحة يخرج من المكتبة ولا يعود!. * ماذا عن نصيب الكُتب القديمة والنَّادرة؟ * نصيبها جيّد وأحرص عليها، كذلك اللوحات الفنيّة، أعود بين وقت وآخر للقراءة، بعضها من الصعب للعين قراءة سطورها لقدم أوراقها، وأتمنى إعادة طباعة بعضها أو أن تتحول إلكترونياً لما لها من قيمة وفائدة. * هل لديك شيءٌ من الصُّحف والمجلات القديمة؟ * نعم، موجودة بمكتبتي، لكنني أعاني من صعوبة الحصول عليها أكثر، وكذلك على الكثير من الكُتب من هذا النوع بسبب الحاجة الماسة إلى الفهرس، كما ذكرت، كان يتوفر بعضها في معارض الكتاب، هناك أشخاص يقتنونها، يأتي الوقت بعد سنوات لبيعها أو أن الأبناء يبيعونها، لأن هناك من يرى أن ذلك ليس زمنها للأسف!. * هل يوجد في مكتبتك كُتب بتوقيع مؤلفيها؟ * نعم، الحمد لله، موجودة واعتز بها كثيراً، رحم الله من مات وحفظ الله الأحياء ومتعهم بالصحة والعافية، قيمتها كبيرة، أصحابها يبقون في الذاكرة لما لهم من تأثير واضح. * ما أطرف العناوين الموجودة في مكتبك؟ * العناوين كثيرة خاصة للكتاب الساخرين الذين تركوا بصماتهم على المستوى المحلي والعربي، بعضها ترجم للغات أجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية. * هل طرافة الكتاب أو طرافة موضوعه من معايير النفاسة؟ * يشدني عنوان الكتاب الطريف وغيره، كما يُقال العنوان بيّاع، من يملك القدرة على صياغة كتاب من هذا النوع يجد انتشاراً مناسباً، بشرط أن يكون المحتوى جيّداً يستحق القراءة والاقتناء، وهناك من لا تستحق لا هذا ولا ذاك مهما كانت عناوينها. * ما أطرف المواقف التي حصلت لك في البحث عن الكُتب؟ * من أطرف المواقف، كنت أوقع روايتي «يمرون بالظهران» في معرض الرياض الدولي للكتاب، وقف أمامي شخص وبدأ يتكلم بصوت منخفض ثم ارتفع صوته تدريجياً حتى أصبح مثيراً للاهتمام، سألته بهدوء: هل قرأت الرواية؟ أجاب: لا.. لا.. رددها والابتسامة لم تفارقني ومن حولي حتى اختفى، كان الله في عونه. * ما أبرز الكُتب التي تحرص على قراءتها بما أنك مُهتم بالكتب؟ * كل كتاب يقع في يديّ أحرص عليه، وأركز على كُتب الدراسات والبحوث والرواية والقصة والتفسير، كما أوضحت سابقاً أن القراءة في اتجاهات مختلفة والتركيز على ما يهمني شخصياً. * هل يستفيد أبناؤك من مكتبتك في إعداد بحوثهم؟ * نحن في زمن جيل الكتاب الإلكتروني.. منهم من يقرأ الكتاب الورقي ويستعيره من مكتبتي، وقد أسأله هل قرأته؟ عند الإجابة يكون النقاش في بعض ما يطرح الكتاب. * ماذا تُفضل المكتبة الورقية أو الرقمية؟ وما السبب؟ * مثلما ذكرت في الإجابة السابقة نحن في زمن الكتاب الإلكتروني، لا بد أن نسير مع الزمن، يبقى الورقي له نفَس مختلف يشجعني على المحافظة عليه واقتنائه. * هل مكتبتك متخصصة أو متنوّعة؟ * متنوعة في كل ما يهمني وحسب ما أرغب القراءة والمتابعة سواء سابقاً أو حاضراً، إذا تطلب كتابة مقال أو كتاب لا بد من التركيز على مضمون المادة، وهذا مُهم حرصاً على جودة العمل، لأن المتلقي يستحق التعب من أجله، وأن لا يكون ما يقدم له «قص ولصق» حرصاً على احترام القارئ وتقديم ما يفيده علمياً وعملياً. * ما رسالتُك التي توجِّهها لكلِّ من يملك مكتبة خاصَّة به؟ * الرسالة، ألا تضيع المكتبة الخاصة وتتحول إلى أطلال، من المُهم أن تنتقل في مرحلة أخرى إلى جهة حكومية، أو من يعتني بها ويطورها من الأبناء وغيرهم لكي يستفيد من هم في حاجتها مستقبلاً. * هل من كلمة أخيرة؟ * الكلمة الأخيرة، القراءة صياغة عقل فأتقنوها، تعودوا وتدربوا على القراءة سترون متعتها وفائدتها لكم ولغيركم. كتاب «فتح القدير» كتاب «في عين العاصفة» غازي القصيبي كتاب «الرحيق المختوم» من نوادر الكُتب كتاب «إعلام الأنام بتاريخ بيت الله الحرام» كتاب «المستظرف» ديوان «الخالدين» مصطفى عبدالمولى كتاب «من سوانخ الذكريات» حمد الجاسر كتاب «الأعمال الكاملة» عبدالله الجفري كتاب «ابن الطراوَه النحوي» عايد الثبيتي