يبحث رجال الإنقاذ السبت في الوحل والركام، آملين في العثور على ناجين، بعد انزلاقات تربة وفيضانات أودت بحياة 76 شخصاً على الأقل في غرب الهند، الذي تجتاحه أمطار موسمية، مع إجلاء قرابة 90 ألفاً. وقال وزير الصحة في غوا فيشواجيت راني: "خسر السكان كل شيء تقريباً"، مشيراً إلى أن الولاية لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة منذ نصف قرن. وأضاف أن أكثر من ألف منزل في المنطقة أصيبت بأضرار جسيمة بعد أن اجتاحتها السيول. وفيضانات غوا هي الأسوأ منذ عقود، وفقاً لرئيس وزرائها برامود ساوانت الذي قال: إن الرياح الموسمية تسببت في "أضرار هائلة"، لكن لم تقع إصابات بخلاف ولاية ماهاراشترا المجاورة حيث قتل 76 شخصاً. وأشارت حكومة ولاية مهاراشترا وعاصمتها بومباي، إلى أن 59 شخصاً على الأقل ما زالوا في عداد المفقودين، بعد وقوع عدة حوادث مرتبطة بالأمطار الموسمية من فيضانات وانزلاقات تربة وغيرها. وقال ساغار باتاك -المسؤول عن إدارة الكوارث في منطقة ريغاد، جنوب بومباي- لوكالة فرانس برس: إن "43 شخصاً قضوا في ثلاثة انزلاقات تربة بالمنطقة، وتتواصل عمليات الإغاثة". وقال المتحدث باسم حكومة ماهاراشترا انيرودا اشتابوتري لوكالة فرانس برس: إن شخصين آخرين لقيا حتفهما في انزلاقات تربة في منطقة ساتارا، وفُقد نحو 15. وتشارك وحدات من سلاح الجو والبحرية في جهود الإنقاذ بعدما تسببت الأمطار بفيضانات عزلت آلاف المواطنين، إلا أن عمليات الإنقاذ تتعرقل بسبب انزلاقات التربة التي قطعت الطرق، ومن بينها الطريق السريع الرئيس الذي يربط بومباي بغوا. ووصل مستوى المياه إلى 3,5 أمتار في مناطق بمدينة تشيبلون التي تبعد 250 كيلومتراً عن بومباي، بعد 24 ساعة من هطول الأمطار من دون توقف ما تسبب بفيضان نهر فاشيشتي وغرق طرق ومنازل. وقال رئيس وزراء ولاية مهارشترا أوداف ثاكيراي: إن فرق الطوارئ تجد صعوبة في الوصول إلى أحياء معزولة في تشيبلون بسبب حالة الطرق وتضرر الجسور جراء الفيضانات. ونشرت البحرية الهندية سبعة فرق إنقاذ مزودة زوارق مطاطية وسترات نجاة وعوامات في المناطق المتضررة، إضافة إلى مروحية لنقل السكان المحاصرين جواً. ويرافق كل فريق غواصون متخصصون من البحرية. وقال الجيش: إن 15 فريقاً سيتمركزون خلال الليل في أكثر المناطق تضرراً لإنقاذ الأشخاص المحاصرين وتقديم الإسعافات الأولية. وأدى انزلاق للتربة في بلدة خيد المجاورة إلى إصابة 10 أشخاص، وفقاً لبيان صادر عن حكومة الولاية. وأوضح البيان أن هناك "على الأرجح ما بين 10 إلى 15 شخصاً محاصرين تحت الأنقاض". وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية تحذيرات للعديد من المناطق في الولاية، تشير إلى استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة. بومباي محرومة من الماء وأوضحت حكومة ولاية مهارشترا أن الأمطار الموسمية الغزيرة ترافقت مع تدفق كثيف للمياه من عدة سدود تعرضت للضغط جراء تراكم المخزون. وتكثر الفيضانات وانزلاقات التربة خلال موسم الأمطار في الهند الذي يمتد من يونيو حتى سبتمبر، وتتسبب أيضاً في انهيار مبان وجدران لا تلتزم معايير البناء. وقتل أربعة أشخاص قبل فجر الجمعة في انهيار مبنى في حي فقير في بومباي، بعد أقل من أسبوع على مصرع ما لا يقل عن 34 شخصاً، بعدما سحقت منازل عدة بانهيار جدار وانزلاق للتربة في المدينة نفسها. وتسببت مياه الأمطار أيضاً بإغراق مجمع لتنقية المياه ما أدى إلى تعطيل الإمدادات "في غالبية أنحاء بومباي"، وهي مدينة مترامية يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، كما قالت سلطاتها. والشهر الماضي، قتل 12 شخصاً في انهيار مبنى بحي فقير في بومباي. ويؤدي تغير المناخ إلى اشتداد الرياح الموسمية في الهند، وفقاً لتقرير صادر عن معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ نشر في إبريل. وحذّر التقرير من عواقب وخيمة محتملة على الغذاء والزراعة والاقتصاد ستؤثر على نحو خُمس سكان العالم. والعام الماضي، كانت خمس من أكثر الظواهر المناخية القصوى كلفة في العالم مرتبطة بالرياح الموسمية الممطرة بشكل غير عادي في آسيا، وفقاً لإحصاء أعدته مؤسسة "كريستشن إيد" الخيرية.