استقبل حجاج بيت الله الحرام أمس الحادي عشر من شهر ذي الحجة على صعيد منى أول أيام التشريق، وثاني أيام عيد الأضحى المبارك، مستبشرين شاكرين الله تعالى على ما أنعم به عليهم من أداء مناسك الحج، ورمي ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعد أن رموا يوم أول من أمس جمرة العقبة الكبرى. وفُوِّجَ الحجاجُ عبر الحافلات من مخيماتهم في منى إلى جسر الجمرات بأدواره المتعددة لرمي الجمار وفق الإجراءات الاحترازية؛ إذْ فُوِّجُوا على طبقات الجسر تباعاً لرمي الجمرات وخطط التفويج المعدة لذلك. ونعِم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بأجواء إيمانية وسكينة وأمان في "يوم القر" الذي ثبت فَضْله بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ، ثمَّ يومُ القَرِّ)، وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الحُجّاج يقرّون ويستقرّون فيه بمِنى بعد يوم النَّحر، فيستريحون من الأعمال التي أدَّوها؛ من طواف الإفاضة، والنَّحر، والرَّمي. تفويج الحجاج وأعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على لسان متحدثها هاني بن حسني حيدر عن نجاح خطة تفويج حجاج بيت الله الحرام إلى الحرم المكي الشريف لأداء طواف الإفاضة، وذلك وسط أجواء روحانية مفعمة بالأمن والإيمان وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين - أيدها الله -. وقال: إن ضيوف الرحمن وصلوا في الصباح لتأدية طواف الإفاضة في بيت الله الحرام، وسط تنظيم متكامل بإجراءات احترازية صحية، حيث تم تعقيم وتطهير المسجد الحرام وصحن المطاف والأروقة والساحات قبل قدوم الحجيج وبعد مغادرتهم الحرم المكي الشريف. وبين أن الرئاسة بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، تعمل على جداول تفويج منظمة لاستقبال ضيوف الرحمن في المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة وصلاة عيد الأضحى، عبر تطبيق إجراءات التباعد الجسدي بين كل حاج وآخر، ووضع الملصقات الأرضية الإرشادية بساحات الحرم المكي وصحن المطاف والتي تُحدد مسارات الحركة بشكل آمن وصحي. وكانت الرئاسة قامت في وقت سابق بتركيب ملصقات وتجهيز مسارات مخصصة في صحن المطاف لكل فوج، لضمان تحقيق التباعد الجسدي بين الطائفين، من خلال الملصقات الأرضية، بالإضافة لتخصيص أبواب محددة للدخول، وأبواب أخرى للخروج لضمان منع حدوث أي تزاحم أو تكدس، وبما يضمن انسيابية حركة الحشود. الحجاج المتعجلون يودع حجاج بيت الله الحرام المتعجلون اليوم الخميس المشاعر المقدسة بعد أن أتموا مناسك حجهم بطواف الوداع شاكرين الله أن اصطفاهم واختارهم لأداء هذه الفريضة لهذا العام وسط إجراءات احترازية ووقائية وصحية عالية الدقة لضمان سلامتهم رافعين أكف الضراعة بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على ما وجدوه من كريم الرعاية وتوفر جميع الخدمات أثناء أدائهم المناسك، وقد ساهم التنظيم والتعاون المشترك بين مختلف القطاعات العاملة في المسجد الحرام ممثلةً في وزارة الداخلية ووزارة الحج ووزارة الصحة؛ في تحقيق الأهداف الموضوعة للخطة، والتي من أهمها السلامة الصحية لضيوف الرحمن. إجراءات احترازية وأوضح المتحدث الرسمي في وزارة الحج والعمرة، أنه تم إتمام مرحلة الإفاضة بمشعر مزدلفة إلى مشعر منى لقضاء أيام التشريق الثلاثة، وبدأت مرحلة التفويج لرمي الجمرات حسب الجداول المعتمدة بدءًا بجمرة العقبة الكبرى ثم أداء طواف الإفاضة حسب الطاقة التشغيلية الممكنة لتطبيق الإجراءات الاحترازية في الحرم المكي وصحن الطواف واستخدام خدمة النقل الترددي الآمن من ساحة الجمرات الغربية للحرم المكي وعودة الحجاج إلى مكان إقامتهم في مشعر منى حسب محطات الإركاب ضمن الخطط الأمنية والمرورية والتنظيمية. وأشار إلى أن الوزارة والجهات الأخرى المشاركة مستمرة في تقديم الخدمات والدعم اللازم لضيوف الرحمن، من حيث اكتمال جميع الخطط والآليات ومراحل الحج، مبيناً أن خطط التعجل معمول بها مسبقاً حسب الرغبات المقدمة من ضيوف الرحمن عبر المسار الإلكتروني الذي طورته وزارة الحج والعمرة. وفيما يتعلق بتفويج المتعجلين، أوضح متحدث وزارة الحج أن هناك جداول معدة للمتعجلين في يوم 12، والراغبين بالاستمرار حتى آخر أيام التشريق، مع الاستعداد لوجود بعض الحالات الفردية والظروف الخاصة الراغبة بالتعجل، بالتنسيق المباشر مع مقدم الخدمة في شركة حجاج الداخل. حاجّة ترمي الجمرات