استقر حجاج بيت الله الحرام بمنى أمس لقضاء أيام التشريق الثلاثة بعد أن رموا جمرة العقبة وأدوا طواف الإفاضة في أجواء إيمانية تحفهم فيها السكينة والخشوع. جاء ذلك بعدما من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وأدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في «مزدلفة» تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين. وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعًا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام . ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه. وبعد أن فرغ الحجاج من رمي جمرة العقبة شرع لهم في هذا اليوم أعمال النحر حيث يبدأون بنحر هديهم، ثم بحلق رؤوسهم، والطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. ويبقى الحجاج أيام التشريق في منى يذكرون الله كثيرا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات. استعدادات الرئاسة لطواف الإفاضة وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كل الإمكانات والجهود لتوفير سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام الذي وصلوا لأداء طواف الإفاضة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي. وأوضح مدير الإدارة العامة للحشود والتفويج بالمسجد الحرام المهندس أسامة بن منصور الحجيلي أنه تم تهيئة مواقع تنظيم الحجاج والتي تتسع لنحو 11 ألف حاج لتنظيم دخولهم لأدوار صحن المطاف بتوسعة الملك فهد وتوسعة الملك عبدالله. وأفاد الحجيلي إلى استعداد أكثر من 500 موظف وموظفه لاستقبال الحجاج لأداء طواف الإفاضة من خلال ثلاث نقاط تجمع ( نقطة تجمع باب علي رضي الله عنه - نقطة تجمع كدي - نقطة تجمع أجياد ) للدخول إلى المسجد الحرام و خصص باب المروة للخروج . و شاركت الرئاسة العامة مع الجهات المعنية بتنظيم دخول الحجيج إلى الحرم المكي عبر أبواب محددة لكل فوج، ووفق تنظيم وترتيب دقيق روعي فيه أعلى الإجراءات الوقائية وتطبيق التباعد الجسدي، أثناء تأدية الطواف حول الكعبة المشرفة من خلال المسارات الافتراضية والتي أسهمت في انسيابية وتسهيل حركة الحشود.