حين تتلاشى الرقابة الذاتية، ويضعف تطبيق سياسات الإعلام النزيه، ويخرج علينا «النطيحة والمتردية»، ويغيّب عن المشهد الإعلامي الدارس والممارس كما يجب.. وحين يشعر الفقير أن الفقر عيبٌ، وتتملكه عقدة النقص، وتفتح له فضاءات الإعلام حينها سنقول جميعاً: خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري فالنظام الأساسي لديهم هو الآتي: إن أردت الوصول للمشهد والتصدر فكل ما عليك «أن تكذب أكثر».. وإن أردت الشهرة فتفضل واكذب أكثر.. حتى وإن علم الجميع أنك كذابٌ وأن لجامك وابتسامتك متوشحةٌ بلون فريقك.. يجب عليك أن تقوم وتقعد وأنت «تكذب أكثر» فأكثر لتصبح أكبر وأشهر.. يا صاحبي: حين تزور القول والأرقام وتطفو على السطح أكاذيبك بل تشق عنان السماء شذرات تاريخك المزور.. فحينها يعلم الجميع أنك «تكذب أكثر». نعرف أنك أفقر لأنك تصيح وتصرخ وتصدق نفسك أنك تزأر هكذا تشعر.. يا صاحبي: كف عن هذا الهراء وهون على نفسك فأنت تعلم أننا نعلم أنك في كل يومٍ «تكذب أكثر»، وأن بداخلك سقمٌ والكل يعلم أن السقم لونه هو لون فريقك.. تحلف كذباً وتقسم بالله جهد أيمانك أن كلامك حقٌ وأن حديثك ليس مزور.. وأنا والجميع نظن وليس كل الظن إثمٌ أنك بعت المبادئ لتغطي سوءة فقرك والكل يعلم أن الفقر ليس عيبٌ ولكنّ عقدة النقص جعلتك «تكذب أكثر» فأكثر. غبار الأكاذيب في الأجواء طغى عليها اللون الأصفر، لكن سرعان ما تتلاشى بمطرٍ يجعلنا نرى الهلال بدراً وصاحبنا أصاب عينيه عشى لأنه تعود «أن يكذب أكثر» والسبب أنه أفقر.. يا صاحبي: إنك في كل يومٍ تصبح وتكذب أكثر»، فلذا لا تتوقف وواصل طريقك فأنت فاكهةٌ وترفيهٌ للمجالس، لكن لا تنسى أن التاريخ يغيّبك قسراً لأنك «تكذب أكثر» وتتوارى عن الأنظار بل تتكسر، ويصبح وجهك شاحباً لونه أصفر، وإن بقي به ذرة دمٍ من حياءٍ قد يصبح أحمر.. خاتمة.. نصيحة: لا يغرك ألق الشهرة ولا من الأموال صرة، ولا «تكذب أكثر» واغسل قلبك وتطهر، ليخرج من جسدك السقم.