لا يعرض المخرج الفرنسي جاك أوديار في فيلمه الجديد (الحي 13 في باريس) لقطات لبرج إيفل أو مباني هاوسمان أو نهر السين، لكنه بدلاً من ذلك يدير عدسة الكاميرا صوب الأبراج السكنية في الحي الثالث عشر المعروف باسم الحي الصيني في باريس، حيث عاش أوديار لبعض الوقت. ويستلهم أوديار شخصيات فيلمه من روايات الفنان الأميركي أدريان تومين، فيرسم معالم أشخاص في مقتبل العمر تلقوا تعليماً جيداً لكنهم لم يعودوا يرون الحياة بمنظار وردي، ورغم أن أبطاله يشقون طريقهم في الحياة فإن أوديار يتفادى عن وعي التصوير النمطي للانقسام الطبقي بين الأثرياء والفقراء في باريس. وقال أوديار لرويترز، بعد يوم من العرض الأول لفيلمه في مهرجان كان: "أردت أن أتحدث عن الطبقة المتوسطة.. عن الناس الذين حصلوا على شهادات جامعية وحققوا درجة من النجاح لكن ليس لديهم أي شيء في الحياة". والفيلم واحد من 24 فيلماً تتنافس على جائزة السعفة الذهبية في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي. وسبق أن فاز أوديار بجائزة السعفة الذهبية في 2015 عن فيلمه "ديبان" عن اللاجئين التاميل في فرنسا، وقال: إنه يشعر بالانزعاج لأن بعض الأفلام الفرنسية تفتقر للتمثيل العرقي.