ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى إنهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة من جانب واحد في إقليم تيغراي، فيما أكد إقليم أمهرة المجاور أنه سيشن هجوما على تيغراي، الأمر الذي ينذر بتصعيد الصراع في الإقليم الشمالي. وتعهدت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي باستعادة غرب الإقليم، وهو مساحة من الأراضي الخصبة تسيطر عليها قوات أمهرة منذ أن استولت عليها أثناء الصراع، واستعادت الجبهة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية معظم أراضي تيغراي بعد تغير عكسي مفاجئ في الحرب المستعرة منذ ثمانية أشهر. وسحب رئيس الوزراء الإثيوبي قوات الحكومة المركزية فجأة من معظم مناطق تيغراي الشهر الماضي، وأعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد، وهو ما سخرت منه الجبهة باعتباره "مزحة" لتبرير تراجع قوات أبي. من جانبه ذكر متحدث باسم حكومة إقليم أمهرة أيضا أن سلطات الإقليم تحشد قواتها لشن هجوم مضاد على قوات تيغراي. ونقلت مؤسسة أمهرة الإعلامية الحكومية عن جيزاشيو مولونه قوله "الحكومة الإقليمية تحولت الآن من الدفاع إلى الهجوم. كانت ميليشيا أمهرة والقوات الخاصة تحاول بشكل منهجي الدفاع، لكن صبرنا نفد الآن واعتبارا من اليوم بدأنا شن هجوم". ولم يرد مولونه على طلبات بالإدلاء بمزيد من التصريحات. ودعت حركة أمهرة الوطنية، وهي حزب سياسي إقليمي كبير، الثلاثاء ميليشيا غير نظامية متطوعة تعرف باسم فانو إلى الاحتشاد. ودائما ما كان غرب تيغراي موطنا لسكان كثيرين من تيغراي وأمهرة، وقد يتسبب تجدد الاقتتال على الأرض بين أكبر عرقين في إثيوبيا في موجة أخرى من اللاجئين جراء الصراع الذي أدى بالفعل إلى تشريد زهاء مليونين. وعندما أرسل أبي قوات لمحاربة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي العام الماضي، قاتلت ميليشيا أمهرة في صف الحكومة المركزية وانتهزت الفرصة للسيطرة على مساحات شاسعة من الأرض التي كان يديرها أهل تيغراي منذ عقود. ومنذ انسحاب أبي المفاجئ في 28 يونيو، استعادت قوات تيغراي السيطرة على معظم مناطق الإقليم. واستولت على مدينة ألاماتا، البلدة الرئيسة في الجنوب، يوم الاثنين وتوغلت عبر وادي نهر تيكيزي لانتزاع السيطرة على بلدة ماي تسبري من أمهرة الثلاثاء. لكن معركة أكثر شراسة تلوح في الأفق في منطقة غرب تيغراي، التي يعتبرها الأمهريون جزءا مستردا من وطنهم التاريخي وتعهدوا بإبقائها تحت سيطرتهم. وألمحت تصريحات أبي القوية الأربعاء إلى أن حكومته قد تتراجع عن وقف إطلاق النار الذي أعلنته عندما انسحبت القوات الاتحادية من مقلي، عاصمة تيغراي، بعد تقدم قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي صوبها. واحتجزت الشرطة الإثيوبية المئات من المنتمين لعرق التيغراي في أديس أبابا منذ أن فقدت قوات الحكومة الاتحادية السيطرة على عاصمة إقليم تيغراي في 28 يونيو ، وفقا لبعض الذين قالوا إنه تم إطلاق سراحهم. وهذه هي ثالث موجة اعتقالات في العاصمة الإثيوبية مما وصفه العشرات من تيغراي وجماعات حقوقية ومحاميون بأنها حملة قمع على مستوى البلاد ضد أتباع عرق التيغراي منذ نوفمبر، عندما اندلع القتال بين الجيش والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الإقليم الواقع في أقصى شمال البلاد. وقالت السلطات في أديس أبابا إنها أغلقت في الآونة الأخيرة عددا من الشركات المملوكة لأشخاص من تيغراي بسبب صلات مزعومة بالجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي صنفتها الحكومة منظمة إرهابية في مايو وكانت تهيمن على السياسة الإثيوبية لمدة ثلاثة عقود حتى 2018.