صنف البرغر على أنه أحب الأطباق للناس بحسب دراسة قامت بها الجمعية الوطنية للمطاعم في أمريكا، وذلك لمعرفة الأطعمة الأكثر مبيعا خلال عام 2020. لقد احتل البرغر مكانة خاصة في معدتنا في حين كانت الكبسة الطبق العزيز في المناسبات الاجتماعية وحتى في السفر، فمن السهل أن نقليه ونطبخه فهو سريع التحضير والطبخ فلا حاجة أن نضيف عليه البهارات أو نسلقه بالماء أو طبخه بالبخار ولا داعي بأن نضغطه. حتى لا يبقى عذر لأصحاب الكروش المتهدلة، وصاحبات الرجيم السريع بالتحجج في عدم ممارسة الرياضة. لكنني بعد أن قرأت خبرا أن الولاياتالمتحدة تقيم سنويا مسابقة ملك أو ملكة تناول البرغر سنويا، حيث يطلب من كل مشترك تناول أكبر عدد ممكن من الشطائر خلال عشر دقائق ويُكافأ الفائز بالحصول على جوائز بقيمة 4350 دولارا من ضمنها الجائزة الكبرى وقيمتها 1750 دولارا. أدركت حينها أنه تم رفع الحظر عن البرغر عن قائمة الأطعمة الأكثر دسمة واعتبارها وجبة يمكن التعامل معها طالما أن هناك مسابقة تناول شطائر البرغر التي تكرم محبي هذه الوجبة. زاحمت مطاعم البرغر طوابير شوارعنا كلما اتجهت يمنيا ويسارا إلا وتجدها، حتى أصحبت أحد الكاريكتير التي نشرتها إحدى الصحف تصور وضعنا الحالي في حوار يدور بين برغر وقهوة، فيقول البرغر بتعجب: (شوارعنا صارت كلها مطاعم برغر وكافيهات). أحرزنا نسبة مرتفعة في السمنة والأمراض المزمنة مثل السكري، فلا يشغلنا إلا ماذا سنأكل وإذا أكلنا لا نشبع فيجب علينا أن نحلي بأن نأكل الكعك. وفوق ذلك نشرب البيبسي حتى تصيبنا التخمة. مؤخراً جميعنا شاهدنا لاعب منتخب البرتغال كرستيانو رونالدو هو يبعد علبة الكوكاكولا عن طاولته أثناء مؤتمر صحفي لكأس أمم أوروبا ويستبدلها غاضبا بقارورة الماء، فيرفعها ويقول (اشربوا الماء) مما تسبب في هبوط أسهم لشركة الكوكاكولا تقدر الخسارة بحوالي مليارات الدولارات وألقت الشركة اللوم على هداف منتخب البرتغال. أذكر قصة طريفة قصها لي أحدهم عندما ذهب لزيارة أحد الأصدقاء في بيته، ومن هدفه أنه يريد يريهم مهارته كشيف محترف، أصر على طبخ معكرونة بالشمل لتقديمها كوجبة عشاء بدلا من طلب من أحد المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة. لم يكن الكثيرون متحمسون لطبخه ولكن من نوع المجاملة وافقوا جميعا على يطبخ لهم من الأكل المنزلي. وعند تقديم طبق المعكرونة أخذ كل منهم يتذوق المعكرونة ومن أول لقمة لم يستطع أحد منهم تكملة البقية، وقال لي أحد المدعوِّين: (الله لا يعيدها من عشاء).