سعدت بزيارة لبرنامج التحول الوطني ومقابلة الفريق الرائع الذي يقف خلف هذا التحول. كنت أتابع أخبار التحول وبرنامجه أثناء سنوات الغربة وكان الشغف والحماس يملؤني لمقابلة هذ الفريق عند عودتي. وكنت سعيدا عندما تحقق خلال هذا الأسبوع. قضيت وقتا طويلا بينهم وناقشت معهم تفاصيل دقيقة كأني أحد أعضاء فريقهم وكانوا مرحبين بالتساؤلات مبادرين بالإجابات. التحديات التي يواجهها فريق العمل لهذا البرنامج أو أي من برامج الرؤية بعضها مفهوم ومتوقع فطريقة ومنهجية البرامج مختلفة تماما عما كانت عليه الخطط الخمسية السابقة. ويزيد الموقف صعوبة الطموحات الكبيرة التي أصبحت تنمو بشكل يومي من مخرجات البرنامج والرؤية في عالم لا يهدأ. لفت انتباهي أثناء الزيارة تناغم الفريق وحجمه وترحيبهم ببعضهم بالاسم كمعرفة شخصية لكل عضو بالفريق على اختلاف إداراتهم. عاتبتهم عتاب المحب لقلة ظهورهم وتواصلهم الإعلامي في السنوات الماضية.. أتفهّم وجهة النظر القائلة دع عملك يتحدث عنك، لكن الغياب التام أحيانا بيئة خصبة للشائعات والمعلومات المغلوطة. أما حضورهم الحالي مميز وجميل وتواصل فعّال بين الجميع وأتمنى أن يدوم. ما يميز البرنامج عن بقية برامج الرؤية أنه يحمل على عاتقه أن يحقق 34 هدفا من أصل 96 هدف لرؤية 2030م. هذه الأهداف ستتحقق بإذن الله بالتعاون مع الجهات المشاركة من الوزارات المعنية والمبادرات الأخرى المكمّلة. خلال رحلة التحول تم تحسين خطة وأهداف البرنامج عدة مرات على أن البعض يتحسس من مثل هذه التغييرات ويراها تشتت أو ضعف في التخطيط، لكني أراها أهم ميزة للرؤية وللبرنامج مقارنة مع حالة الجمود التي كانت تصيب المشاريع والخطط في السنوات السابقة. فمرونة الإستراتيجيات وتأقلمها مع مستجدات الظروف الخارجة عن الإرادة أمر مفصلي لضمان بقائها قابلة للتطبيق ويزيد من فرصها للتحقيق. فالخطط والإستراتيجيات توضع بناء على ظروف معينة متى ما تغيرت هذه الظروف أصبحت هذه الخطط والإستراتيجيات منفصلة تماما عن واقعها ولا تمثله. تماما كما المعادلات الرياضية إذا تغير متغير ال س أو ص فإن ع قيمتها مختلفة. وغني عن القول أن تكون هذه التغييرات بمبررات مقنعة وظروف محدودة. متحمس لروح الشباب التي يحملها فريق عمل البرنامج فمتوسط أعمار الفريق في سن الشباب والأهم أن الفريق بأكمله من شباب وشابات الوطن. هذه الخبرات الجديدة التي يتم صناعتها وتجهيزها للمستقبل مخزون يمكن الارتكاز عليها لمشاريع المستقبل. فالرحلة مستمرة والتحول لم ينته والإنجازات القادمة أكبر والتحول الوطني مسؤول عن 40% من أهداف الرؤية ننتظر معهم بشغف ترجمتها لواقع.