لندن - أ.ف.ب سيكون الترقب سيد الموقف عندما يلتقي منتخبا إنكلترا وإيطاليا وجها لوجه في المباراة النهائية لكأس أوروبا في كرة القدم على ملعب ويمبلي في لندن اليوم (الأحد) حيث سمح بحضور حوالي 65 ألف متفرج. الترقب كبير في إنكلترا لأن منتخب الأسود الثلاثة لم يظفر باللقب القاري إطلاقا منذ انطلاق البطولة عام 1960 ولم يبلغ حتى أي نهائي فيها، كما أن إنكلترا تشعر بأن الوقت قد حان لانهاء انتظار دام 55 عاما منذ أن أحرزت لقبا كبيرا وتحديدا في مونديال 1966 الذي استضافته. أقيمت تلك المباراة ضد ألمانيا الغربية (4-2 بعد التمديد) على ملعب ويمبلي الذي سيكون مسرحا للنهائي ضد إيطاليا أيضا، حيث تسعى كتيبة المدرب غاريث ساوثغيت إلى إنجاز المهمة بعد فوزها الصعب على الدنمارك 2-1 بعد التمديد في نصف النهائي. بدأت إنكلترا البطولة كأحد منتخبات عدة مرشحة لإحراز اللقب، وهي استفادت جدا من خوض جميع مبارياتها على أرضها (باستثناء واحدة ضد أوكرانيا 4-صفر في روما في ربع النهائي)، وستكون المباراة النهائية بالتالي السادسة من أصل 7 مباريات يخوضها منتخب الأسود الثلاثة على ملعب ويمبلي في لندن. وقال مدافع المنتخب الإنكليزي ونادي مانشستر سيتي جون ستونز "إنه أمر ضخم وما يزيد من أهميته إقامة المباراة النهائية على ملعب ويمبلي وهو أمر كنا نحلم به في مطلع البطولة". لكن التاريخ لا يقف إلى جانب إنكلترا التي لم تنجح في التفوّق على إيطاليا في بطولة كبرى في تاريخ مواجهات المنتخبين على الرغم من ندرتها. فقد تفوّقت إيطاليا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس اوروبا عام 2012، ثم جدّدت فوزها بعد سنتين في مونديال البرازيل 2014 بنتيجة 2-1 في الدور الاول، لكن المنتخبين فشلا في تخطي دور المجموعات حينها. بيد أن المنتخبين باتا في ذروة تألقهما في الآونة الاخيرة، فقد استهلت إيطاليا البطولة القارية بفوز لافت على تركيا بثلاثية نظيفة في المباراة الافتتاحية، وحققت الفوز تلو الآخر لترفع رصيدها إلى 33 مباراة من دون هزيمة منذ عام 2018 بقيادة مدربها روبرتو مانشيني الذي استلم المهمة بعد فشل الاتزوري في بلوغ مونديال 2018 في روسيا، ليغيب عن العرس الكروي للمرة الأولى منذ 60 عاما. ستخوض إيطاليا مباراتها الثالثة في هذه البطولة على ملعب ويمبلي، بعد أن تغلبت بصعوبة على النمسا 2-1 بعد التمديد في ثمن النهائي، ثم على إسبانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي. -لا خوف بيد أن إقامة المباراة على ملعب ويمبلي في عقر دار المنتخب الإنكليزي لا تخيف قطب دفاع ايطاليا ليوناردو بونوتشي الذي قال "سنلعب في عقر دارهم، لكن ذلك لا يخيفنا". وتابع في مؤتمر صحافي مباشر من فلورنسا حيث استعد الآتزوري للمباراة النهائية "ما سيحصل لدى مواجهتنا إنكلترا هو افضل استعراض للكرة الأوروبية والعالمية، من قبل إنكلترا، إيطاليا والطاقم التحكيمي". ووصف بونوتشي مبتسما المواجهة بين المنتخبين على أنها بين "عجزة" دفاع إيطاليا، و"شباب" إنكلترا، منبها زملائه إلى سرعة مهاجمي وأجنحة منتخب الأسود الثلاثة. وتابع "نتطلع قدما لدخول أرضية الملعب على الرغم من أن تواجد الجمهور الإنكليزي سيكون طاغيا. نريد تحقيق أمرا تاريخيا، وتقديم عرض رائع ثم نرى كيف ستنتهي الأمور". وحظي المنتخب الإيطالي بمؤازرة نحو 11 ألف متفرج خلال مباراته ضد إسبانيا، وذكرت تقارير محلية بأن حوالي 7500 من مشجعي إيطاليا سيتواجدون في المدرجات خلال المباراة النهائية. ويتطلع المنتخب الإيطالي إلى إحراز لقبه الثاني في البطولة بعد عام 1968، علما بأنه بلغ النهائي مرتين وخسر عام 2000 أمام فرنسا 1-2 بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا صفر-4 عام 2012. وستخوض إيطاليا النهائي العاشر لها في إحدى البطولات الكبرى علما بأنها توجت بطلة للعالم 4 مرات أعوام 1934 و1938 و1982 و2006 وخسرت النهائي مرتين عامي 1970 و1994. ونوه قائد منتخب إيطاليا الفائز بكأس العالم 1982 الحارس الأسطوري دينو زوف بمدرب إيطاليا روبرتو مانشيني بقوله "أعتقد بأن الفضل يعود إليه لما وصلت إليه الكرة الإيطالية حاليا. هو يعرف دائما اتخاذ القرارات الصحيحة". وأضاف "لم اتفاجأ ببلوغ إيطاليا المباراة النهائية، كنت مقتنعا بأنه المنتخب سيبلي البلاء الحسن". أما إنكلترا، فلعبت ببراغماتية في دور المجموعات حيث تغلبت على كرواتيا وصيفة مونديال 2018 بهدف وحيد، قبل أن تسقط في فخ التعادل السلبي مع جارتها أسكتلندا. أنهت دور المجموعات بفوز على تشيكيا بهدف أيضا. في الدور الثاني تخلصت من ألمانيا عقدتها في البطولات الكبرى بالفوز عليها بهدفين نظيفين، قبل أن تسحق أوكرانيا برباعية نظيفة، ثم تحقق فوزا صعبا على الدنمارك 2-1 بعد التمديد. وتزامن تطور مستوى إنكلترا مع استعادة هدافها هاري كاين لشهيته التهديفية، فبعد أن صام عن التسجيل في دور المجموعات ونال نصيبه من الانتقادات، كان على الموعد في الأدوار الإقصائية حيث سجل 4 أهداف في 3 مباريات ليحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد عن البرتغالي كريستيانو رونالدو والتشيكي باتريك شيك، لكنه يملك فرصة معادلتهما أو حتى التفوق عليهما في حال هز الشباك في النهائي. غاريث ساوثغيت فرحة إنجليزية بالوصول للنهائي روبرتو مانشيني