الذكاء الاصطناعي اليوم يدفع "تعليمنا" بقوة فيما يخدم مستقبل البشرية ويواكب جهودها العلمية والتكنولوجية الدقيقة بخلق آفاق تكاملية بين وزارة التعليم مع عبقرية "سدايا" لنلهم العالم ونصنع المستقبل.. مع تقنيات "الأتمتة" المتنامية وتعزيز المسيرة المتواصلة نحو "الرقمنة" والتي تشمل الأصول الرئيسة للثورة الصناعية الرابعة، في زمننا المتسارع لم تعد الخدمات الإلكترونية الموحدة قادرة على إنجاز العديد من المهام المعقدة والوفاء بفضاءات ابتكار الأجيال الحالية علمياً وتكنولوجياً؛ وأولها الذكاء الاصطناعي الذي نقل العالم المتقدم في سنواته الأخيرة إلى ثورة مخيفة! ففي وقتنا الراهن لا يخلو مجال حياتي من توظيف تطبيقات "الذكاء الاصطناعي".. ما يضع على عاتق الدول مسؤوليات جسيمة لتطوير سياساتها ومناهجها واستراتيجياتها لمواكبة الثورة الاصطناعية الحديثة، والتي كانت بمثابة الشرارة التي أضاءت أمام العالم مساحات جديدة لإثراء ثقافة الذكاء الاصطناعي، ففي تقرير حديث عن "أي دي سي" والذي نشرته (Aitnews)، يوضح أن الإنفاق على أنظمة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا سيصل إلى 114,22 مليار دولار في العام 2021م، ما يثبت أن التحول الرقمي دافع أساسي في كل الأجندات والبرامج الوطنية نحو التسلح بأدوات التمكين في خضم المنافسة العالمي. سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤكد: "نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة". وإيماناً من القيادة الكريمة - حفظها الله - بأهمية البيانات والذكاء الاصطناعي لأجل تحسين جودة الحياة، والوصول إلى آفاق لا حد لها في استثمار تقنية البيانات والذكاء الاصطناعي؛ لصناعة الفرق نحو غدٍ أفضل، انطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" لتكون حجر الأساس في تمكين الطاقات الوطنية الشابة عبر ابتكار حلول رقمية تساهم في مواجهة العقبات وبناء مستقبل قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، والارتقاء بالوطن من خلال تمكين البيانات والذكاء الاصطناعي. "سدايا" وفي أقل من ثلاث سنوات حققت من إنجازات كبيرة ومنصات ومنتجات وخدمات ومبادرات وفعاليات ما تلهم به العالم حقيقةً وتصنع به المستقبل، كان آخرها إنجاز سعودي عالمي؛ تحصد المرتبة 2 من بين 193 دولة في المؤشر العالمي للأمن السيبراني الذي تصدره وكالة الأممالمتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - الاتحاد الدولي للاتصالات. وفي المنعطف نفسه، يكشف عملاق مؤسسات التعليم الدولي بيرسون Pearson المتخصصة في تقديم خدمات التعليم في العالم في تقريرها الدولي الأخير كيف أن الذكاء الاصطناعي سيحول مسار التعليم بشكل إيجابي في السنوات المقبلة، مع تضمينه نظرياً وتطبيقياً في مراحل "التعليم" المختلفة، فهو الثورة التي ستغير خارطة التعليم والبحث والحياة في المستقبل. ومن أجل المنعطف نفسه، تظهر أهمية وضع "سياسات تعليمية" جديدة تجعل من الذكاء الاصطناعي اليوم أسلوباً ضرورياً لضمان جودة الحياة المدرسية ومخرجات التعلم، وأن يكون ضمن رؤية مدارسنا ورسالتها ومناهجها وطرقها التدريسية وعناصر العملية التعليمية كافة، داخل وخارج أسوار المدرسة. فبحسب أحدث التوقعات في قطاع التعليم لأرباب التربية في جامعة باكنغهام البريطانية الذين يؤكدون أن الروبوتات المستندة إلى برامج الذكاء الاصطناعي ستحل محل المعلمين داخل الفصول الدراسية في غضون عشر سنوات مقبلة، كجزء من "ثورة" في أسلوب التعليم "واحد إلى واحد"، أو ما يسمى ب"التعلم الذاتي" الذي ينحصر بين الطالب ومعُلمه أو "روبوته"! الذكاء الاصطناعي اليوم يدفع "تعليمنا" بقوة فيما يخدم مستقبل البشرية ويواكب جهودها العلمية والتكنولوجية الدقيقة، ويقلل من المخاطر والأزمات والتحديات.. وباختصار رائع جداً أمل كبير نحو مستقبل مجيد بخلق آفاق تكاملية بين وزارة التعليم مع عبقرية "سدايا" لنلهم العالم ونصنع المستقبل.