تعمل المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية جنبا إلى جنب لمواجهة ظاهرة التغير المناخي بعدد من المبادرات والبرامج المشتركة التي تؤكد حرص المملكة من جهتها على المحافظة على المناخ كدولة مصدرة للنفط، وبلورة جهودها من خلال رئاستها مجموعة العشرين العام الماضي في دفع تبني مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون واستمرار البيئة النظيفة والحفاظ على البيئة بشكل كامل. وأسفرت المباحثات التي قادها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- مع مبعوث رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية لشؤون تغير المناخ السيد جون كيري، عن عزم البلدين على دعم مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر دعما فاعلا والمشاركة الثنائية فيهما، بما في ذلك مجال الطاقة النظيفة، والزراعة المستدامة، واستخدام الأراضي، وتعزيز الجهود المبذولة تحت مظلة منتدى الحياد الصفري للمنتجين، بما في ذلك تخفيض غاز الميثان، والاقتصاد الدائري للكربون، وتقنيات الطاقة النظيفة واحتجاز الكربون وتخزينه، والتعاون حول المستقبل الواعد للهيدروجين النظيف لمعالجة أصعب القطاعات خفضًا للانبعاثات، والعمل بالشراكة من أجل تسريع تطوير الهيدروجين النظيف واستعماله، واضعين بعين الاعتبار مبادرات كلا الدولتين في هذا الشأن، والتعاون حول تسريع استعمال الطاقة النظيفة وأنظمة الكهرباء قليلة الانبعاثات في المنطقة، وتشجيع الشراكات في القطاع الخاص، ودعم الحلول القائمة على المحيطات وعلى الطبيعة لتعزيز الحد من الانبعاثات والتكيف، وبدء التعاون لتشجيع أبحاث التغير المناخي في مجالي الحد من الانبعاثات والتكيف. وأكدت الدولتان أنهما ملتزمتان بمواجهة التحديات المتزايدة للتغير المناخي بجدية وعلى وجه السرعة، وسيعمل البلدان على تعزيز تطبيق اتفاقية باريس والتشجيع الفعال لقمة ناجحة لدول مجموعة العشرين في إيطاليا والدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في غلاسكو، ويؤكد كلا البلدين أهمية تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واتخاذ إجراءات للتكيف المناخي خلال العقد الحالي لتلافي النتائج المترتبة على التغير المناخي، متطلعين إلى العمل معا وإلى تعزيز عملهما حتى اجتماع غلاسكو وما بعده. وعلق د. محمد الصبان، الباحث الدولي في شؤون الطاقة، والمفاوض السابق السعودي في شؤون المناخ في الأممالمتحدة، في لقاء مع "الرياض"، حول لقاء ولي العهد ومبعوث الرئيس الأميركي للمناخ جون كيري، حيث قال إن اللقاء الذي تم (الأربعاء)، له دور كبير في توضيح وجهة نظر المملكة والمبادرات التي تقوم بها وتعمل على تنفيذها، في سبيل مواجهة تغير المناخ المحتمل ومنها مبادرة "السعودية الخضراء ومبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" فزيادة الرقعة الخضراء تؤدي إلى امتصاص غازات الاحتباس الحراري وبتالي تقلل من هذه الغازات في الغلاف الجوي. وأكد الصبان، أن هناك فروقات بين الدول النامية والدول الصناعية، فالدول الصناعية قامت بزيادة انبعاثاتها لتتطور وتنمو اقتصاديا وبالتالي لا يجب نقل العبء من الدول الصناعية إلى الدول النامية، ولا يجب التحيز ضد النفط، بل يجب أن يكون التركيز في اتفاقية باريس للمناخ أن تكون هذه الاتفاقية شاملة لجميع غازات الاحتباس الحراري وليس فقط ثاني أكسيد الكربون وفي جميع القطاعات الاقتصادية وليس قطاع الطاقة فقط. ووصف الصبان البيان "بالمهم" لتبيان وجهة نظر المملكة لظاهرة التغير المناخي واستعداد المملكة للمضي قدماً مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة. وأشار الصبان، أن وزارة الخارجية الأميركية تؤيد وتدعم مبادرات سمو ولي العهد في زيادة الرقعة الخضراء للتقليل من الحرارة والانبعاثات التي قد تؤدي إلى الاحتباس الحراري، المملكة في رؤيتها 2030 تقدم قائمة بمصادر الطاقة المتجددة، حيث ذكر وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن توليد الكهرباء وتحلية المياه في المملكة سيتم مناصفة بين 50 % مصادر طاقة متجددة و50 % غاز طبيعي، وهذا يعني أن هناك توجها لدى المملكة وحرصا للحفاظ على البيئة واستمرار نمو البيئة النظيفة ومساعدة الجميع في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.